أخرجت الحملة الصليبية الأولى مادة تاريخية أكثر مما أخرجه حدث آخر في مطلع العصور الوسطى؛ لأن المشاركين في الحملة الصليبية كانوا فخورين بأعمالهم، وكانت رغبتهم في أن يحتفظوا بذكرى أفعالهم شديدة.

يناقش هذا الكتاب – الذي هو في الأصل رسالة دكتوراه – الحملة الصليبية في المدونات التاريخية، ويتكون من جزأين: يركز الجزء الأول على التأريخ والتدوين الإسلامي واللاتيني للحملة الصليبية، ويعرض لمختلف أنواع الأدب التاريخي للحملة الصليبية، ويكشف عن أوجه التشابه وأوجه الاختلاف بين الحوليات الإسلامية والحوليات المسيحية ذات الصلة بالفترة، أما الجزء الثاني فهو عبارة عن دراسة مقارنة تتناول منهج وليم الصوري (1130: 1185م) وابن الأثير (1160: 1232م) في رواية أحداث الحروب الصليبية وتحليلها، والمقارنة بين المنهجين في محاولة لفهم طبيعة العلاقات بين الإمارات اللاتينية في الشرق والعالم الإسلامي في القرن الثاني عشر الميلادي.