الدخيلة والداخل مسرحيتان للكاتب البلجيكي موريس ميترلينك (١٨٦٢ - ١٩٤٩) الذي حصل على جائزة نوبل في الآداب عام ١٩١١ . يعتبر ميترلينك رائدا للمدرسة الرمزية التي ظهرت في أو اخر القرن التاسع عشر سواء في مجال المسرح أو الشعر، ومن ثم سيمتد أثره على حركات أدبية في القرن العشرين مثل السريالية أو مسرح العبث٠
تعرض المسرحيتان بشكل مؤثر اقتراب ثم دخول شبح الموت داخل حياة أسرة مجتمعة في هدوء وسكينة حول مصباح زيتي؛ يدور حوار متردد، متقطع، مفكك، يوحي أكثر مما يقول، يشبه مناجاة النفس٠ كل شخصية تعيش في عالمها٠ تغلب على المسرحية تيمة الانتظار المشوب بالقلق٠ ما من شيء يحدث على خشبة المسرح، ولكن كل شيء يحدث في «الداخل» حتى أطلق على مسرح ميترلينك مسمى «المسرح الساكن». تزخر المسرحيتان بالعديد من الرموز والإيحاءات التي يفسرها - في كلتا المسرحيتين - عجوز ضرير يدرك الأمور على حقيقتها، ويستشعر اقتراب شبح الموت؛ فالمبصرون، في رأي ميترلينك لا يَرَوْن إلا سطح الأشياء ولا يدركون جوهر العالم٠
تدور أحداث مسرحية «الدخيلة» داخل قصر قديم حيث تجتمع أسرة حول الجد، وهو عجوز ضرير ولكنه يتمتع بقدرة فائقة على تفسير الرموز والإشارات، لقد احتفظ بإحساس مرهف يستشعر من خلاله اقتراب ثم دخول شبح الموت داخل المنزل٠ فسرعان ما تعلن الراهبة أن الابنة في الغرفة المجاورة قد توفيت.
أما مسرحية الداخل، فتدور أحداثها داخل حديقة حيث يوجد شخصان: العجوز والغريب ينظران من خلال إحدى النوافذ المفتوحة إلى داخل أحد المنازل حيث تجتمع إحدى الأسر في هدوء وسكينة، يتبادل أفرادها أطراف حديث لا يسمعه المتفرج. يحمل الرجلان في الحديقة خبرا مفزعا، كيف يستطيعان إخبار الأسرة أن ابنتهم قد غرقت في النهر؟ تعتبر المسرحيتان مثالا واضحا للمسرح الرمزي.v