قد كتب كثير من علماء النفس عن الشخصية، وأثرها في الحياة الإنسانية، وكتبنا عنها فصلا في كتابنا في علم النفس، ولكن عنَّ لي فيما بعد أن موضوعا كالشخصية يحتاج إلى كثير من التفصيل والتمثيل.
            والآن يسرني أن أتقدم إلى قراء العربية، وبخاصة شبان اليوم ورجال الغد، بذلك الكتاب -إن صح أن نسميه كتابا- عن المثل الأعلى للشخصية، راجيا أن يكون ذلك المثل خير قدوة للطلبة والطالبات، والآباء والأمهات.
            ولا أدعي أني كتبت، أو أستطيع أن أكتب، كل ما يتعلق بالشخصية في كتاب، فكل ناحية من نواحيها تتطلب كتابا خاصا.
            وقد حاولت ألا يكون الأسلوب علميا جافا، ووضحته بكثير من الشواهد الأدبية المتصلة بالناحية العلمية للشخصية، فجاء سهل اللفظ، واضح العبارة.
            فإذا نجحت في توضيح ذلك البحث فذلك ما أبغيه، وإذا وفقت في أن يكون لتلك الرسالة أثر في تكوين شخصيات مصرية قوية، تكون دعامة قوية متينة، وذخيرة نفيسة لمصر الحديثة، فهذا كل ما آمله وأرجوه.
            أسأل الله الهداية والتوفيق،