روتم
حكاية الجبل المسكون
حتى إن كنت ناكراً لوجودهم ؛ فإنهم سيبقون حولك .. ينظرون إليك .. يجلسون بجانبك و يلفتون انتباهك أحياناً عبثاً .. فلا تعتقد أن الكوب الذي بجانبك قد سقط دون سبب .. و لا تظن أن طقطقة الدولاب الذي بجوارك أمراً طبيعياً.
إنهم يعبثون بك من خلال تخويفك بطرق قد تظن أنها عَرضية و أحداث تعتقد أنها محضُ صُدفٍ لا أكثر .. تماما مثلما ترمي قطة بحجر لتخيفها و تضحك .. أو تلاحق كلباً ضالاً مر من أمام منزلك .. أو تضرب بوق سيارتك بقوة لترعب حمامة و قفت في الشارع أمامك .. و تظن بذلك أنك تستمتع .. دون أن تدرك أنّ هناك من يستمتع بإخافتك و إيقاظك من منامك ليلاً !
ما ستجده بين دفتيّ هذا الكتاب هو جزء ضئيل جداً مقارنة بعالم هائل .. و عشائر تفوق أعدادنا -نحن البشر البسطاء- بملايين المرات . و كل ما أريده منك هو أن تدرك حجم العالم المحجوب عنك .. و لا تستخف به .. وحاول ألاّ تقترب منه أبداً .. واعلم أن الذهاب إليه ممكن .. لكن العودة منه قد لا تحدث إلاّ في أحلامك