فع فقد الولد إلى بناء نص شعري له خصوصية في نهر المراثي، يرفد ذلك ما يمثله الولد للوالد؛ فهو بضعة منه، وجوده وجود للذات وامتداد لها، وتجسيد للحب في أنقى صوره، وفقده محنة المحن. وتقود وفرة نماذج رثاء الأبناء عبر العصور، إلى عدّها علامة على توفّر الراثي على جوانب زاخرة، تأخذ لدى الشاعر المجيد طابعها الذي لا يذوب في طوابع الآخرين. وتقوم هذه القراءة التأويلية على اختبار تجربة شعرية وجدانية في ملامحها البارزة، وهي تجربة الشاعرة الكويتية سعاد الصباح في رثاء ابنها البكر "مبارك"، واختص ديوانها "إليك يا ولدي" بهذا الرثاء، وهو يحمل قدراً معتبراً من الفرادة، يحصل من جهتين: جهة التجديد الشعري في الكويت، وجهة مراثي الأبناء في الشعر العربي الحديث. حيث تمثل تجربة سعاد الصباح مظهراً للتطور الحادث في تجربة مرثية الابن، وصورة من حياة المرثي، ذات ملامح في الخطاب، وذات أبعاد في الفكر والشعور