سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للهِ ربِ العالمين, والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمدٍ, وعلى آلهِ, وصحبهِ أجمعين.
لقد تعددت وجهات النظر حول الإصلاح ووسائله عند المثقفين الكويتيين الأوائل، والتي كانت تنطلق من منطلقات إسلامية، فكان لوجهات النظر هذه دور مؤثر في الإصلاح التعليمي والثقافي والسياسي في الكويت، والتي ساهمت في تأسيس أولى المشاريع الثقافية (المكتبة الأهلية ) الكويتية عام 1341هـ 1923م، والتي كان يعتبرها المثقفون من أهم وسائل الإصلاح.
ولقد كان للمكتبة الأهلية دور في التثقيف وقيام المشاريع الثقافية والخدماتية وزيادة الوعي الديني والسياسي في الكويت، فبعد عامٍ من تأسيسها تأسس النادي الأدبي الكويتي ( 1342هـ 1924م )، كما صدرت العديد من المؤلفات والصحف الكويتية الهامة مثل كتاب ( تاريخ الكويت ) في عام 1344هـ 1926م لمؤلفه المصلح الشيخ عبد العزيز بن أحمد الرشيد، الذي أصدر أيضاً في عام 1346هـ 1928م مجلته الإصلاحية ( الكويت )، كما تأسست أبرز المشاريع الخدماتية وهي بلدية الكويت عام 1930م ومجلسها البلدي الذي تعتبر انتخاباته هي الأولى في تاريخ الكويت، كما تمتع بصلاحيات واسعة تشريعية ورقابية وتنفيذية، والذي طُرحت فكرته من خلال مؤسسي المكتبة الأهلية منهم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي.
وبالإضافة إلى ذلك تمتع الكويتيون بثقافة عالية فيما يخص قضايا الأمة الإسلامية كالقضية الفلسطينية، التي شكَّلت منذ نشأتها وإلى وقتنا هذا واحدة من أهم القضايا التي تقع في بُؤْرة اهتمام النظام السياسي والشعب الكويتي، الذين ساندوها على كافة الأصعدة, وأخذت مساندتهم لها أشكالاً عدة كان منها ( مقاطعة الكيان الصهيوني )، حيث كانت – ولا زالت – المقاطعة الشعبية واجباً دينياً ووطنياً قبل أن تكون قانوناً يُنفذ، وهذا يدل على أن مؤسسي المكتبة الأهلية كانوا يتمتعون بثقافة عالية ودور مؤثر ساهم بالتثقيف وهذا الوعي المجتمعي.
وفي ضوء ما سبق فقد جاءت الدراسة لبيان وجهات نظر المثقفين الكويتيين الأوائل حول الإصلاح ووسائله, والتي أدت إلى تأسيس أولى المشاريع الثقافة في الكويت وهي ( المكتبة الأهلية )، كما تهدف الدراسة إلى بيان نشأة ونشاطات المكتبة وبيان أبرز الشخصيات التي لعبت دوراً في ذلك, وكذلك تهدف إلى توثيق جانب مهم من تاريخ الكويت الثقافي، وتقديم نموذج ثقافي ثري للمثقفين.
ويعتبر كتاب المكتبة الأهلية الكويتية ( 1341هـ 1923م – 1356هـ 1937م ) أول كتاب يتناولها بشكل كبير.
وتأتي أهمية هذه الدراسة كونها تتعلق بأولى المشاريع الثقافية ( المكتبة الأهلية )، حيث جعلت من أولوياتها إبراز دور المثقفين في تثقيف المجتمع.
ولقد قُسمت هذه الدراسة إلى مقدمة، وتمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمة، أما المقدمة فقد تضمنت الإشارة إلى أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وأهدافه العامة، وأما التمهيد فهو إطلالة على المكتبات وأهميتها في حياة الأمة الإسلامية، وأما ( الفصل الأول ) فقد تطرق إلى العوامل الممهدة لتأسيس المكتبة الأهلية الكويتية، بينما جاء ( الفصل الثاني ) ليتحدث عن نشأة المكتبة الأهلية الكويتية ونشاطها بين عامي 1341هـ 1923م – 1356هـ 1937م، وأما ( الفصل الثالث ) فقد تحدث عن المكتبة الأهلية وأثرها في المجتمع الكويتي، وفي نهاية الدراسة جاءت الخاتمة, وجُمعت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة.