في طريق عودتي وقعت عيناي مرةً ثانية على نافذة الطابق الأول.. كان ذلك الطفل يُحاول الجلوس على الحافة، فصرخت بصوتٍ مُرتفع:
- أيها الصغير، لا تتحرك.. النجدة!
ركضتُ نحو الباب وطرقتُه بقوة، فلم يفتح لي أحد! وضعتُ يدي على المقبض، وتذكرت أنها حذرتني ألا أقترب من هذا المكان! لكن الطفل في خطر!
هي خير مَن عرفتُ في هذه الحياة! ولا بُد أن تفهم موقفي الصعب وتُبرر لي تصرفي!
فتحتُ الباب باندفاع واكتشفتُ ما لم تُرِد لي السيدةُ اكتشافه.. ينتابُني الذهول مما أرى! صالة فارغة، والغبار فيها أكثر من الهم على القلب!
بابٌ في مُنتصف الصالة يكشف عن دَرَج! توجهتُ إلى الأعلى، صالة صغيرة تحوي أربعة أبواب.. الغرف كلها فارغة! لا شيء هنا يدل على الحياة! مكانٌ مهجورٌ وخالٍ!