سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
إن العلم بالنسب مما اختص الله به تلك الأمة، كما قال غير واحد من أهل العلم: «إن الله اختص هذه الأمة بالإسناد والأنساب والإعراب»([1])، وأجلُّ ما يُشتغل به من علم النسب - بلا ريب - هو الاشتغال بنسبه الشريف ص، لذا فقد أشبع أهل العلم ذلك الجانب بالبحث مفرداً ومجموعاً إلى غيره، وكذا بحثوا أنساب الصحابة من العشرة وغيرهم.
من أجل ذلك كله فقد مضى عزمى، وتمَّت همتي، على الاشتغال بإخراج وتحقيق رسالة «إيضاح المدارك بالإفصاح عن العواتك» للعلامة الزَّبيدي /، سيَّما وأن الكتاب ـ فضلا عن اندراجه في مَزيَّة البحث العام في فضل النبي ونسبه - فهو ناظر إلى نص مخصوص يتعلق بنسبه الشـريف، وهو حديث «أنا ابن العواتك»، وهو حديث لاقى عناية فائقة من المشتغلين بالحديث والسيرة، فبحثوا فيه بحوثاً كثيرة في مظانٍّ مختلفة.
ومما حَفَزني أكثر، ورغَّبني؛ موسوعية المؤلف وتفنُّنِه، فهو محدٍّث لغوي نسّابة مؤرخ، مما ظهر أثره في الرسالة من مباحثَ لغويةٍ ونَسَبيةٍ وحديثيةٍ، مع تَتِمَّاتٍ في ذكر الفواطم، والعواتك من الصحابيات، مما جوَّد الرسالة في نظري، وعظَّم من فائدتها.
وعقب الفراغ من العمل بصورة شبه نهائية، وجدت أن الحديث - موضوع الرسالة - يحتاج توسعاً وعناية في النظر في طرقه، والحكم عليها، وظهر لي عُسْر إلحاق ذلك متنَ النص المحقق، لما سيسببه ذلك من إثقال له، وقطعٍ لسيره، فأردفت النص المحقق ببحث في تخريج الحديث والحكم عليه.