سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد:
تنشأ الروابط بين البشر إما بالنسب أو المصاحبة، وشرفها بحسب رتبة المنتسَب إليه أو المصاحَب، فكيف إن كان هو سيد البشـر صلوات ربي وسلامه عليه، فلا شك بأن صحبته أو الانتساب إليه شرفٌ في نفسه، وتمام المنة وكمال التشريف أنْ يجتمع للمرء الصحبة الشريفة والنسب الطاهر.
ويتحقق شرف الصاحب والمنتسِب بأدائه ما عليه من حقوق تلك الصحبة أو الانتساب، وهو التزام المعروف وحسن الاقتداء والتأسي، فبه يتم التشريف ويكمل الانتفاع، وقد منَّ الله تعالى على صحابة رسول الله تعالى بتلك الصحبة الشريفة، وعلى آله بهذا النسب الطاهر، وكان آله وأصحابه – سلام الله عليهم- في زمنه هم المخاطبين، بتحقيقهم لشرط الصحبة والانتساب، وكان الامتنان على من بعدهم بهم، وعلينا بهم، وبكل مَن سبقنا باقتفاء أثرهم والتزام هديهم.
ومن حقوقهم علينا: إحياء ذِكْرهم، وبيانُ فضلهم، وهو مقصود ما بين يديك من أوراق أردنا فيها أداء بعض حقهم علينا، من خلال معرفة أسمائهم وألقابهم؛ فالمحب يتلهف إلى مطالعة سيرة من يحب، ويتلمس آثارهم الباقية؛ خلقًا ساميًا، وذِكْرًا عاطرًا يضـيء القلب بحسن التأسي وجميل الاقتداء، وقد صدق فقيه الملة أبو حنيفة t، إذ يقول: «الحكايات عن العلماء ومجالستهم أحبُّ إليَّ من كثيرٍ من الفقه؛ لأنها آداب القوم وأخلاقهم» ولئن قعدت بنا الهمة عن تمام الاقتداء، فلا أقل من خفقات الحب والموالاة، رجاءَ أن يتفضل علينا من رحمنا بحبهم، وأنعم علينا بموالاتهم، بجميل جوده وعظيم إحسانه، وأن يشملنا قوله ص: «المرء مع من أحب».