تسعى هذه الدراسة إلى إبراز مدى مطابقة المستوى النظري للمعطى الواقعي فيما يتعلق باعتناء العثمانيين بركب الحج في القرن12هـ/18م. وفي هذا الصدد حاولت هذه الدراسة التعريف بركب الحج باعتباره جمعا بشـريا لآلاف الأشخاص المتنقلين والحاملين معهم أموالاً وفيرة وأشياء مهمة أخرى، وهو ما يستلزم حمايته. لقد أصلت من القوانين العثمانية لوجوب اعتناء الوالي العثماني بركب الحج. وانتقلت بعدها إلى تقييم سياسة الولاة في مجموعة من الخدمات التي لها علاقة بهذا الموضوع، وهي: خدمة تسليح الركب، وخدمة تأمين مسالكه، وخدمة تجهيز الطرق، وخدمة توفير الماء، وخدمة حسن استقبال الحجاج. وبعد تقييمي لهذه الخدمات اعتماداً على انطباعات الحجاج المغاربة، خرجت بخلاصة، وهي أن مستوى إنجازها كان ضعيفاً. فحاولت تفسير تدني خدمة تأمين الحجاج، بالبحث في الأوضاع السياسية الداخلية والخارجية للباشويات، وذلك بغية تحديد المسؤولين عما حصل، وحول ما إن كانوا رجال السلطة في المركز أو في الإقليم.