يتحدث الكتاب عن مسيرة مدرس وافد في التدريس بوزارة التربية بدولة الكويت، على مدى ثلاث عقود ونيف من الزمن، وقد تم توزيع كتابته الى خمسة فصول او خمس مراحل زمنية حسب اهميتها وحسب مجريات الاحداث التربوية بوقتها.

  ففي الفصل الاول تحدث المؤلف عن بدايات التدريس في الكويت في اوائل الثمانينات، وكيفية مجيئه اليها ليفاجأ بهذا الجو الحار، حيث وصل لاول مرة الى الكويت في اوائل شهر سبتمبرمن العام 1981، فكانت الحرارة المرتفعة والرطوبة على اشدّها. ففي البداية كانت تجربة التأقلم مع التدريس ومع السكن الحكومي بين زملائه المدرسين، وهكذا انطلق قطارالتعليم ليستمر حتى العام 1990 عام الغزو الصدامي لدولة الكويت، وهنا ينتقل المؤلف الى الفصل الثاني.

  يروي المؤلف عن صبيحة الغزو العراقي، اذ كان بالنسبة للجميع كنوع من الخيال وشئ لا يصدقه العقل، فإن دولة عربية تغزو دولة عربية اخرى, وتغير اسمها وتضمها اليها.الاّ ان مجمل المدرسين بوقتها لم يكونوا متواجدين بداخل الكويت، وهو واحد منهم, نظراً لطبيعة اجازتهم السنوية في شهري يوليو واغسطس من كل عام، الآن هذا المدرس عانى ماعانى الجميع ممن كان على ارض الكويت، من انقطاع الراتب وعدم تقبل هذه الظاهرة الغريبة، ثم بعد ذلك يروي المؤلفعن كيفية دخوله الى دولة الكويت، اثناء الغزو العراقي وما شاهده، وما مرّ به من ظروف خطرة، ثم عودته مرة ثانية الى بلده الاصلي. والانتظار لبداية حرب تحرير الكويت, ليتم اعلان يوم التحرير في السادس والعشرين من فبراير عام 1991، لينتقل بكتابته الى الفصل الثالث.

  في هذا الفصل اتت مرحلة التدريس الطويلة لهذا المدرس الوافد والتي استمرت لقرابة ست عشرة سنة متواصلة وما تخللها من اعطاء الدروس الخصوصية، وكيفية التعامل مع الطلاب والطالبات في منازلهم, ويتطرق المدرس الى عدة انواع من هذه الدروس وتنوعها ومكانها, والى تدريسه لطالبة وماحدث اثناء ذلك من اغراء وكلام خارج عن المألوف. وبعد ذلك يتعرض الى الاعتداءات الاربعة على سيارته,  ويرويها بتفاصيلها مع متاعب ومشقة مهنة التعليم، ولكن لا يخلو الامر بهذة المسيرة التربوية من حوافز وجوائز وتكريم، فأتى التكريم لهذه المرة من اعلى سلطة في البلاد وهو سمو الامير حفظه الله. وحلاوة التكريم من اماكن وجهات عدةايضاً. فمن يجتهد ويعطي في مهنته يكرّم. وبعد ذلك ينتقل الى الفصل الرابع الذي اعطاه عنوان: "التحقيق". 

  في هذا الفصل يروي المدرس ما دار معه بحادثة في مدرسته الثانوية مع طالب كان يدرّسه في المدرسة, وكيف ان هذا الطالب رفع به شكوى الى مدير المدرسة ليرفعها المدير بدوره الى ادارة التحقيق في المنطقة التعليمية، وتم تحويل هذا المدرس الى المحقق الذي حقق معه بهذه  القضية لمدة خمسة اشهر متواصلة، وكيف كانت الحالة النفسية السيئة للمدرس اثناء التحقيق لانه كان مهدد بأي لحظة بانهاء خدماته, ولكن في النهاية اتت نتيجة التحقيق بحفظ القضية لانه كان بها نوع من الكيدية تجاهه, وبهذه الحادثة يطلب المدرس انتقاله من مكان عمله ليستقر في مسيرته التعليمية والسلوكية مع الالتزام التام بالقوانين والقرارات. وبعد ذلك ينتقل الى فصل جديد اخر وهو الفصل الخامس والاخير.

  ويروي المدرس بعض الطرائف والغرائب التي صادفها وعاشها  اثناء ممارسته لهذه المهنة، ومن مجتمع غريب عنه نوع ما, الى عادات وتقاليد مختلفة ايضاً، الى مواقف حياتية اتت بتوقيتها اثناء العمل، وكان بها نوع من الغرابة والطرافة في نفس الوقت.