سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
للشعر النبطي دور كبير في حياة الكويت الاجتماعية ، فهو يعبر منذ بداية تاريخها عن مشاعر الناس وعن آرائهم ، والشاعر من هؤلاء الشعراء الكويتيين حينما يبدع قصيدته في موضوع ما فإنه بذلك يعبر عن إحساسات مواطنيه إضافة إلى إحساساته الخاصة ، وقد سارت الأحداث التاريخية في البلاد في طريقها المعروف ، وسار الشعر النبطي مجاورا لهذه المسيرة مصورا الحياة الكويتية على حقيقتها ، فصار لسانا ينطق بما يريد الناس أن ينطقوا به تعبيرا عن الحالات التي تمر عليهم . لقد كان الشعر النبطي منذ نشأة الكويت متوليا هذه المهمة ، ولذا نرى الشعراء ينشدون في الحروب ، ويردون على من ينتقص وطنهم ، ويبدعون أشعارهم في كافة المجالات التي تقتضي قيامهم بالتعبير ، أو استنهاض الناس ، أو انتقاد وضع غير مناسب. بل لقد قام هؤلاء الشعراء بحملات ضد بعض التصرفات الخاطئة ، وذلك بقصائدهم الانتقادية الكثيرة التي تناولت شتی نواحي الحياة ، وقد كان ذلك واضحا بصفة خاصة في الفترات المتأخرة من تاريخ البلاد حين بدأت الدوائر الحكومية في تسلم مهامها ، وقامت بأداء الأعمال الموكولة إليها ، فكان ذلك الموقف الذي وقفه كل كويتي أمام حياة جديدة ، ونظام جديد، ولذا وجدنا في هذه الفترة -بالذات - قصائد كثيرة تنتقد عددا من الدوائر ، وعددا من الموظفين ، كما تنتقد أسلوب الخدمات ، وتشجب تأجيل تقديمها إلى الجمهور في بعض الأحيان، وتعدى الأمر ذلك إلى اللجان التي نشأت في مناسبات مختلفة، فعندما تشكلت في الكويت لجنة التطهير من أجل تطهير الدوائر الحكومية من بعض الأشخاص الذين لا يؤدون واجبهم كما ينبغي انطلق الشاعر عبداللطيف الديين يعيب على هذه اللى دقتها في عملها قائلا:
یا لجنة التطهیــــــر یا مــــــال تطهيــــــر يشلع رکایزکم کما السيل حــــــــــدَّار
قلتوا نبي انحقق مع العود والصغير وضيعتوا الصيده كما قيل باغبار
هذي الثعــــــــــــالب راتعــــــــة والنواطيـــــــر نومـــــــــــــاولواعيونهم تنظـــــــــر المــــــار
وحتى قسم المجاري نال نصيبه من هذا الشاعر في سنة 1959م حين قال فيه :
بَيْنَّــــــــــــــــا وقسم المجـــــــــــــــــــــــاري دايــــــــــــم لحساب جـــــــــــــــــــاري
كلمـــــــــا قلنـــــــــــــــــا خلصنـــــــــــــــــــا ومن ألاعيبـــــــــه ملصنـــــــــــــــا
جاك تنظيــــــــــــم ورعصـــــــنا وغيَّــــــــــــــــروا كل المجــــــــــــاري
وقارن الشاعر فهد بورسلي بين النفط وما يسديه للبلاد من نفع ، والحاجة إلى الماء الذي شحت موارده ولم يعد كافيا لسد حاجة الناس فقال :
ليــــــــــــــــت هالنــــــــــــــــــــــــــفط الغزيــــــــــــــــــــــــر ينقلب مــــــــــــــــــــاي غديــــــــــــــــــــــــــر
مانبـــــــــــــــــي النفـــــــــــــــــــط ومعاشـــــــــــــــــــــه صرنـــــــــــــــــــــا للعالم طماشـــــــــــــــــه
أهلهــــــــــــــا مــــــاتـــــــــــــــــوا عــــــــــطاشـــــــــــــه وضــــــــــاع بالطوشــــــــــــه الفقيــــــــر
من الفجــــــــــــــــر شایـــل قُربَّــــــــــــــــــــــــــــــــــــه بـــــــس يبي دربٍ يصبـــــــــــــــــــــــــــــه
نفطـــــــــهـــــــــــــــاغـــــــــــــــــــــــــــرَّق أوربـــــــــــــــه والظمــــــــا بهــــــــــــــــا یستديـــــــــــــــــــر