في هذا الكتاب؛ ننطلق في رحلة قصيرة، وتجربة غنية، لنرى كيف يمكن للنفس أن تخرج من تقصيرها أو تأخرها لتسبق الجميع بحبها وصدقها، نحاول من خلال تلك الرحلة أن نجد الإجابة على تساؤلاتنا، فندرك ما هو الفرق بين الإخفاق والفشل؟ وكيف نقاوم أن يحاصرنا الإخفاق أو يقعد بنا الفشل، وهل يمكننا الإفادة من الإحباط؟ ندرك كيفية مواجهة الفشل، والتعلُّم منه، ثم التغلب عليه وتحقيق النجاح الذي كلمة سره غاية الحب مع كامل الصدق، من خلال قصة كعب بن مالك رضي الله عنه؛ نشاهد كيف يمكن للبعض أن يضيء لمن حوله بفكرة أو عمل يكون فيه قدوة؛ وكيف أن كعبًا قد أضاء لنا بـ «تأخُّره» من خلال «الصِّدق»، وأضاء لنا معنى من أجمل المعاني وأرقى التصورات. نرى سويا كيف أن الإيمان ليس فعلًا ساكنًا، بل هو فعل يملأه التحدي، يرتفع بك إلى الأعلى، فتجد نفسك في قمة العالم، لتجد أنك أقرب له كلما سجدت؛ تحملك المِحن إلى أماكن من نفسك لم تزرها قط؛ فتكتشف نفسك التي لم تتعرف عليها من قبل! قصة كعب: «حرب» مع النفس، ومقاومة للفتن، ولكنها في ذات الوقت: «حب» من كعب لمن تاب عليه سبحانه، ولمن ربَّاه وأدَّبه بحُب، فإذا كان بعضنا يريد التوبة من قصة حب، فقد كانت توبة كعب «قصة حب»!