"يشرح هذا الكتاب من خلال علم الساميات، تاريخ الشعوب السامية وأصولها الحضارية ومناقضة المشكلة السامية وأصل مصطلح السامية، ثم التعريف باللغات السامية وأنواعها وصفاتها والتعريف بالكتابات السامية المختلفة بخطوط مختلفة سواء كانت مسمارية مقطعية أو أبجدية، ثم نظريات أصل الساميين وحضاراتهم ومناقشتها ثم يمضي الكتاب في نظرة خاصة وجديدة، إلى جذور ظهور الساميين في العصر الحجري النحاسي في الألف السادس قبل الميلاد في وادي الرافدين وإعلانهم هذا العصر الجديد الذي ظهر فيه الإنقلاب الذكوري وإستخدام المعادن وظهور المدن والمعابد وهو ما أنتقل إلى الشعوب المجاورة فحفز ظهور الشعوب الهندو-أوروبية والقوقازية والتركية وجعلهم يدخلون العصر الحجري النحاسي.
يتابع المؤلف نظريته هذه بالتظبيق ومتابعة جذور نشأة الساميين وتشكيلهم للحضارات المبكرة في وادي الرافدين والشام ثم في المشرق كله. تناول الكتاب ثلاثة حضارات تاريخية سامية مبكرة هي: أولاً الحضارة السوبرية التي نافست الحضارة السومرية ثم ظهرت بشكلها الأكدي الذي شغل الزمن الفاصل بين التاريخ القديم والحديث للسومرين، وكانت به ملامحه الخاصة ومنح الحضارات السامية اللغة الأكدية التي هي أول لغة سامية مدونة، وثانياً تناول تاريخ وحضارة الآموريين وهم أكبر وأقدم الشعوب السامية المبكرة ويتوغل في الحديث عن أسرهم وسلالاتهم وتاريخهم العريق، وثالثاً تناول تاريخ وحضارة إبلا السورية التي تعتبر علامة فارقة مبكرة تجمع بين شعب ذي غالبية آمورية وكتابة أكدية وسومرية، فهي جامعة لعناصر تلك الحضارات القديمة ومعبرة عن إختلاطها.
نعتبر هذا الكتاب مغامرة في حقله لأنه يخالف الكثير من البديهات السائدة ويطرح بدائل جديدة لها، ويحاول أن يفتح طريقاً جديداً في الدراسات السامية التي أستسلمت لكثير من البديهات القديمة والتي لم يتم تجاوزها، رغم وفرة حقائق جديدة تدعو لذلك التجاوز وهو ما حصل في هذا الكتاب .