قبل عشرات الآلاف من السنين، حين كان العقل البشرى ما يزال شابا وحين كانت أعدادنا قليلة، كنا نروى الحكايات لبعضنا بعضا. والآن، بعد عشرات الآلاف من السنين، ما زال بعضنا يبتكر الأساطيرَ بقوة حول أصل الأشياء، وما زلنا نشعر بالإثارة أمام الغزارة المدهشة للقصص على الورق، وعلى خشبات المسارح، وعلى الشاشات؛ من قصص جرائم قتل، وقصص جنسية، وقصص مؤامرات، وقصص حقيقية وأخرى كاذبة. فنحن، بوصفنا جنسا، مُولعون بالقصة. وحتى حين يخلُد الجسد للنوم، يظل العقل مستيقِظا طوال الليلة، يروى القصص لنفسه.