سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
نبذة من مقدمة المؤلف
فإني سأحاول في هذا البحث أن أطرح طرحا موضوعيا يبين للقارئ الكريم هدي أحد أئمة المسلمين وأئمة آل البيت وهو الإمام محمد بن علي بن الحسين المعروف بـ«الباقر»، أما اختياري لهذا البحث وهذه الشخصية تحديداً فكان لعدة أسباب منها:
أولا: ندرة الكتب التي استقصت كل ما ورد عن الإمام الباقر من روايات صحيحة على المستوى العقائدي والفقهي والأخلاقي، وندرة الكتب التي تحدثت عن شخصية هذا الإمام بموضوعية ودون مبالغة أو تقصير.
ثانياً: الدفاع عن هذا الإمام والذبّ عنه وعن آل بيت النبي صلوات الله وسلامه عليهم خاصة، وعن الإسلام عامة، فقد نُسبت للإمام «الباقر» أباطيل اتخذها أصحاب الأهواء رداءً يلتحفون به، وجعلوها ملجأً يلتجئون إليه لتبرير شذوذهم وضلالهم، ثم لبّسوا على عامة المسلمين وجعلوا هذا الشذوذ والضلال ديناً يتقربون به إلى الله وجعلوا من اسم «الباقر» وغيره من أئمة آل البيت ومن العاطفة التي تربط المسلمين بآل بيت نبيهم، جوازاً لتمرير هذه البدع والضلالات على قلوب وعقول أهل القبلة.
ثالثاً: الحب الذي يكنّه كل مسلم لمن ينحدر من نسل نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه والذي يحثنا على التعرّف على ترجمة أعلام بيت النبوة واستطلاع سيرتهم الطيبة العطرة، والاقتداء بهديهم والسير على نهجهم المستقى من نهج سيدهم وسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فمن كان صادقاً في حب النبي وآل بيته الكرام صلوات الله وسلامه عليهم فينبغي عليه أن يقتدي بهم ويتبعهم وأن لا يسمح للهوى وللتعصب أن يُبعدانه عن هدي من يحب، ورحم الله القاضي عياض إذ يقول: «اعلم أنّ من أحب شيئاً آثره وآثر موافقته وإلا لم يكن صادقاً في حبه وكان مدّعياً، فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من تظهر علامات ذلك عليه وأولها: الاقتداء به واتباع سنته واتباع أقواله وأفعاله والتأدب بآدابه في عسره ويسره، قال تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾(1)» .