هذا الكتاب

                حاولنا في هذا الكتاب أن نسلك طريقة من شأنها أن تضمن للتلميذ تكوينا قائما على أساس التفكير والاستنباط، راميا إلى توسيع نطاق ثقافته اللغوية، فكان كل درس يتركب من مرحلتين: مرحلة العرض: وتبتدئ بتقديم أمثلة مشتملة على الوجوه التي يراد درسها فتفسير ينتهي باستنباط القاعدة، ومرحلة التطبيق: وتحتوي على مجموعة من التمارين من شأنها أن تعين على تركيز القاعدة في أذهان التلاميذ، وتطلعهم على جزئيات أهملت قصدا أثناء العرض اجتنابا للإطالة والإضجار، وقد رتبت هذه التمارين حسب صعوبتها وما تقتضيه من التلميذ من تدرج في التفكير ومن اجتهاد في البحث، وقد خصصت الأولى منها للتدريب الشفوي الذي ينبغي أن يقع إثر عرض الدرس، وخصصت الأخيرة ليعدها التلاميذ كتابيا بمنازلهم ولا يتجاوز عددها في الغالب الاثنين.
                ولم نعتمد في استنباط القاعدة على نص كما كان الشأن في كتاب النحو، وإنما اعتمدنا على أمثلة مختلفة متنوعة حاولنا أن نجتنب فيها الأمثلة المتحجرة البعيدة عن الواقع اللغوي، وسبب تركنا الاعتماد على النص لتقديم الدرس أن الصرف يبحث في الكلمة من حيث بنيتها وصيغتها لا من حيث وظيفتها في الكلام، فليس من الضروري أن تدرس الكلمة صرفيا في سياق طويل النفس، ومن ناحية ثانية فإنه يتعذر وجود نص متضمن لمختلف صيغ الكلمة المراد درسها، ولا يمكن تحوير النص المتضمن لبعض الصيغ تحويرا يجعله شاملا لجميعها أو لجلها بدون أن يؤول الأمر إلى التكلف والتصنع، على أننا رأينا ألا نهمل النصوص في مرحلة التطبيق، إذ التمرين الواحد لا يقتضي توفر جميع الصور، بل ينبغي أن توزع هذه الصور على تمارين متعددة مراعاة للتدرج.
                وكان شغلنا الشاغل الرغبة في تبسيط القواعد وعرض الكثير منها في صورة جداول كما أوصت بذلك البرامج الرسمية، وسعينا بصورة خاصة في تيسير قواعد الإعلال والإبدال فلم نقدمها دفعة واحدة كما هو المعتاد وإنما وزعناها على مختلف دروس الأفعال والأسماء المعتلة، وعسى أن نكون بهذا العمل قد يسرنا دراسة الصرف للتلاميذ وجعلناه مرتبطا باللغة الحية، وساعدنا زملاءنا على تدريس هذا الفن.
                                                                                المؤلفون