قال الرجل: ‹جميع الناس يسعون إلى القانـون، فكيـف حصل طـوال السنوات الكثيرة، أنْ لم يطلـب أحد إذنَ دخـولٍ سـواي أنا؟› أدرك حــارس البـاب أن الرجـل شارف على نهايتـه، ولكي يوصل إليه الجـواب رغـم سمعه المتـلاشي، صـرخ بأعلى صـوته: ‹هنا لم يكـن لأحد غيرك أنت الحصـول على إذن دخول.
لأن هذا المدخل مخصص لك وحدك. وسأذهب الآن لكي أغلقه.›
لا أريد الزعم بـأن فرانتس كافـكا عند كتابته رواية "المحاكـمة" 1914 قـد تنبأ بأهوال الحربين العالميتين وما بينهما. لكنه بحساسيته وذكائه الخارقين استخلص من أتون براغ المتأجج عشية الحرب، كل ما كان يلزمه لرؤياه. و"المحاكمة" هـي الرائعة الأدبية التي منحت رؤياه صوتها.
لويس بيغلي - روائي أمريكي
تخطـر في بالي للتـو بعـض الأمـور من السنـوات الأخيرة، أحدها كـان ذا تأثير واضح: كُتُب فرانتس كافكا، ذات البنية الشديـدة الخصوصيـة المشيـدة بعنـاية رفيعة، سواء القصـص أو الروايات الحلميـة " المحاكمـة" و "القلعـة" – إنها تثير الخوف، بغرابتها الحلميـة الساخـرة، بإحكام معمارها وتأثـيرها المُمـرِض عـلى القارئ إنفعاليًا.