هناك على الساحل رأى دومًا جداريةً خفية، صخورًا ضخمةً متراصة، جلبتها أرواح الآباء من قاع الخليج العربي، تتخللها ألواح خشبٍ عتيقةٍ تحمل قصص سفن غارقة وأخرى راسية. تقف الجدارية شرق بلدة دارين، ظهرها للشمس، ووجهها للبلدة، تحمل وجوهًا منحوتةً وأسماء رجالٍ مرّوا على هذه البلدة منذ آلاف السنين، حكام، ورجال دين، ونواخذة، وتجار، ووجهاء، وقراصنة (حتى القراصنة يمكنهم أن يكونوا شرفاء، حين يقاومون الغزاة) هكذا قالت أمه يوما، لكنها لم تخبره لماذا ليس هناك نساء، ولا هو سأل نفسه.