سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
من بين شخصيات الصحابة التي طالها كثير من الظلم والإجحاف شخصية الصحابي الجليل عمرو بن العاص t، مما جعل من المناسب إفراده بمصنفٍ يبدِّد ظلاماً ويحقُّ حقيقة، فقد افتُرى عليه كثير من الأقوال والمواقف والشبهات التي لا تثبت أمام النقد العلمي والتاريخي الموضوعي، مع قلة المصنفات التي تناولت تلك القضايا بالدراسة والتحليل.
والحق أن شخصية عمرو بن العاص t مثيرة للاهتمام والدراسة فهو ذلك الحكيم الكبير – المعروف- جاهلية وإسلاماً- بحكمته البالغة، ورجاحة عقله، وبُعْد نظره، ثم هو ذلك المؤمن الصادق مسلم القلب – كما شهد له النبي – وهو ذلك القائد الباسل، المغوار الذي لا يشق له غبار، وهو الحاكم العادل، الذي فتح مصر – قلب الدنيا حينها – وحَكَمَها.
فإذا أضيف إلى ما سبق مشاركته في أحداث الفتنة بين الصحابة وبروز دوره فيها، مع بلوغ ذلك الدور ذروته في حادثة التحكيم المشهورة، فنحن أمام شخصية ثرية حافلة بالمناحي والزوايا، التي يجدر تحليلها ودراستها وفق منهج علمي منصف موضوعي، لا يغتر ببهرج التاريخ غير المحقق، ولا ينساق خلف الدعاوى العارية عن الدليل، ولا يهدر- في نفس الوقت – قيمة العقل، وقراءته للأحداث بعين التحليل والاستنباط.
لهذا كان ذلك الكتاب – بين يديك – الذي يتعرض هذا الكتاب للذب عن الصحابي الجليل (عمرو بن العاص t) وبيان فضائله ومناقبه ومناقشة الشبهات المثارة حوله بأسلوب علمي دعوي هادئ، أفاد فيه الأخ الباحث / وليد محمد سالم عبد الحق وأجاد، وبذل فيه جهداً طيباً يشكر عليه، ثم كان دور إخوانه في مركز البحوث والدراسات بالمناقشة والمشاورة، وإكساب العمل صبغة أعمال المبرة بمنهجيتها العلمية والفكرية الفريدة الرائدة.