أحداث الحياة قد تكون أغرب من الخيال نفسه، ولا يتقبلها عقل أو تعترف بها حقيقة. وهذه الرواية على الرغم من تداخل الخيال الأدبي في أحداثها، إلاّ أنّ كل ما قد يعتبره القارىء فيها خيالاً بعيداً عن الواقع إنّما هو حقيقي. فأمين أفندي تواجد يومًا في هذه الدنيا، وكان قبضاياً من قبضايات بيروت القديمة، كما كان بطلاً وطنيّاً جابه الاحتلال بكل مروءة وإنسانية. أمين- وهذا اسمه الحقيقي- لم يعرف أحد بما حققه من بطولات باستثناء المقربين، مع أنه كان بطلاً وطنياً، فسجلّه لا زال حتى أيامنا هذه موثقاً لدي الاستخبارات الفرنسية. وحفاظاً على خصوصية بعض الشخصيات العامة التي لعبت دوراً بحياته اختارت الكاتبة أن يكون الطابع الأدبي هو المهيمن على السيرة الذاتية بتفاصيلها.