سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
لقد منَّ الله علينا بأن جعلنا مسلمين مؤمنين متبعين لأوامره منتهجين نهج رسوله ص، وصحابته الكرام رضي الله عنهم أجمعين، فهم من نقل لنا الدين وتعاليمه، وعن طريقهم وصل إلينا القرآن الذي حفظه الله تعالى من التحريف والتبديل، ووصلت إلينا أحاديث رسولنا ص المبيِّنة والمفصِّلة لما في القرآن من إجمال. وهي أيضاً محفوظة بحفظ الدين، فقيَّض الله لها علماء يمحِّصون الصحيح منها من الضعيف والموضوع.
ولهذا كان الطعن في حياة أصحاب النبي ص طعناً في الدين واستهدافاً للإسلام.
إذ كيف لمسلم يؤمن بالله ورسوله أن يطعن في أناس ائتمنهم الله ورسوله ص على نقل الإسلام.
ومما نقله الصحابة ش، أيضاً – إلى جانب كتاب ربهم وسنة نبيهم وسيرته العطرة ص سير إخوانهم أصحاب رسول الله ص من أهل البيت الطاهرين، ومن غيرهم رضوان الله عليهم أجمعين، ومن تلك السير العظيمة، سيرة الشيهد ابن عم رسو الله ص ذي الجناحين، صاحب الهجرتين جعفر بن أبي طالب س.
فقد كان س داعياً في حياته للإسلام، صاحب حجة قوية، لا يخاف في الله لومة لائم، مجاهداً في سبيل الله تعالى، راغباً فيما عند الله من نعيم.
حتى إنه قدَّم يديه ثمناً لدخول الجنة قبل أن يقدِّم نفسه الزكيَّة، فقد باع جسده وحياته ليظفر بجنة الخلد التي تجري من تحتها الأنهار.
فالبشرى البشرى لجعفر س وأمثاله من
الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وذلك هو الفوز العظيم كما قال الله تعالى، فقد ربح البيع أيَّما ربح، رغم أنَّ المشتري هو المالك الملِك سبحانه وتعالى.
ورغم أنَّ سيرة جعفر س من السير العظام، فهو صحابي، من آل البيت، ومن المهاجرين السابقين للإسلام، لكن قلَّ «إن لم يكن عُدم» من أفرد سيرته س في مصنَّف، يُمحِّص صحيحها من ضعيفها وسقيمها، ويحقق فيها ويُبيِّن عللها والفوائد المستفادة منها.
فأحمد الله أن منَّ عليَّ بأن شرَّفني بالبحث والكتابة في سيرة جعفر بن أبي طالب س العظيمة وسيرة آل بيته الأطهار، معتمداً على ما صحَّ منها، مبيِّنا صحيح ما رُوي فيها من ضعيفه، محقِّقاً في بعضها ما استطعت إلى ذلك سبيلا.