( وها أنا الآن أقف على أرضك.. وأنبت كزهرة برية طرية.. إنني حديثة عهد بالوطن فلا تلوموني.. أريد أن أزر عني و أكبر هنا.. أن تنبت لي جذور تنغمس في باطن باطن الأرض.. تصل إلى عمق العمق وتستقر هناك باسمة وهي تمسح عرقها.. أريد أن تظهر لي ألف يد لأساعد وأزرع وأبني وأعلّم وأغير.. ألف عين لأقرأ من أجلك يا وطن.. ألف لسان لأترافع عنك..
لن آخذك على محمل الأمل
أو الحب
أو الدفئ
لأنك وطن خارج أيضا عن إطار اللغة..
عن إطار التوقعات ..
عن إطار الحدود أيضا..
لست داخل العالم.. لست من ضمن الخارطة.. لست اسما أو علما.. إنك مصدر متدفق وعالم متوحد.. إنك حب ناضج.. وطموح بلغ رشده.. وعود استوعى على سوقه..)