هو طائفة من بحوث كتبها المؤلّف في موضوعات نحويّة متنوّعة، ونشرها في أوقات متباينة، وتوخَّى فيها أن تكون نماذج لاقتران الدرس النحويّ بالنظر الدلاليّ البلاغيّ. وتنضوي هذه المباحث تحت منهج واحد، هو الربط بين أوضاع التركيب النحويّ ومعانيها البلاغيّة. وقد أفاد المؤلّف من جهود أهل المعاني في هذا الميدان ولا سيّما إمام البلاغيّين عبد القاهر الجرجانيّ، وعوّلَ على إشارات بعض النحويّين وتعليلاتهم المبنيّة على إدراك المعنى، وضمّ إلى ذلك ما عنَّ له هنا وهناك ممّا اعتقدَ أنّ فيه فائدةً للنحو وللبلاغة في آنٍ معًا. وقد اقتضى هذا المنهج من المؤلّف أن يُضَعِّفَ بعضَ الآراءِ النحويّة المخالفة لسداد المعنى وغنى الدلالة وما يتّصل بهما من أحكام وتعليلات، وأن ينتصر لآراء أخرى تكشف عن أغراض الكلام الدقيقة ودلالاته العميقة، وأن يبادر أحيانًا إلى الإدلاء بآراء خاصّة يعتقد أنّها أوفقُ لأغراض الكلام. ولم يكن المؤلّف فيما ذهب إليه داعيًا إلى الإزراء بعمل النحاة ولا إلى الانتقاص من ذلك الصرح النحويّ العظيم، بل كان همّه تنقية التراث النحويّ ممّا علقَ به أحياناً قليلة من التكلّف في التقدير والضعف في التعليل وتقديم الصناعة على المعنى والدلالة.