لا يمكن للإنسان أن يعبر من النهر مرتين، هي المقولة التي ربما أوحت للكاتب العُماني محمد بن سيف الرحبي بعنوان الكتاب "الشمع لا يذوب مرتين" الصادر عن الآن ناشرون وموزعون بعمّان. والشمع إذ يستعيره الكاتب بدلالتين متضادتين، فهو يشير للزمان والأثر في آنٍ معًا، فالشمع يتلاشى في احتراقه، لكن هذا الاحتراق هو مصدر النور والتنوير. وفي عتبة الكتاب هو العنوان يلخص ما أراد أن يقول في العنوان الفرعي للكتاب "تجربتي في الصحافة" التي تنطوي على احتراق حقيقي للأعصاب، ولكنه -دون ارتدادات نفسية للمفردة- يمثل احتراقا لذيذا بما يرى من وهج الحروف والكلمات وهي تشع على الورق في مقالة أو تحقيق أو حوار أو قصة إخبارية أو ما يتصل بفنون الصحافة.