في مطلع العام الدراسي (1379هـ) قررت مشيخة الجامع الأزهر تدريس   الأربعين النووية بشرح العلَّامـة النَّـبَراوي، للفرقة الأولى الثانوية من المعاهد الدينية.
            غير أنَّ الطلاب اشتكَوا من صعوبة هذا الكتاب؛ لإفاضته في بحوث دقيقة من فنون متنوعة، لم يتهيؤوا لدراستها بعدُ، وعَذَرَهُم في شَكْواهم السَّادةُ المدرسون والمفتشون، مع اتفاقهم جميعًا على أنَّ الأربعين النووية من خير ما يستفتح به الطلاب دراستهم الثانوية في علم الحديث، وعلى أنَّ شرحَ العلَّامة النَّبَراويِّ لها -مع صعوبته وإفاضته- أدق الشروح وأوفاها، وأقربها إلى إصابة الغرض.
            من أجل ذلك استأْذَنَتْ مراقبةُ التفتيش مشيخةَ الجامع الأزهر أن يختصر هذا الكتاب، ويتصرف فيه على نهج يلائم الطلاب، ويكون أيسر تناولًا وأقرب نفعًا، ثم عهدت إلي أن أضطلع بهذه المهمة، فاسْتَعنتُ اللهَ -جلت قدرته- على الاضطلاع بها.
            وكان عوني في النهوض بها -من بعد عون الله عز وجل- أخي وزميلي الأستاذُ الشيخُ: طه محمد الساكت.
            كما كان لفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ: محمد حسن شبانة -مدير تفتيش العلوم الدينية والعربية سابقا، والمدير العام للمعاهد الأزهرية الآن- أثرٌ يُذكَر فيُشكَر في رعاية هذا المجهود المتواضع، ومنحه نصيبًا مَوفورًا مِن توجيهه وتشجيعه، حتى بلغ السداد بإذن الله أو قارب.
            ذلك، وأذكر بالثناء والدعاء كلَّ مَن أسهم بمعاونةٍ في إخراج هذا المختصر، وأسأل الله تعالى أنْ يجعله خالصا لوجهه، وأن ينفع به كما نفع بأصله، إنه سميع قريب.