يرصد هذا الكتاب أهم التحولات التي شهدتها دول الخليج العربية منذ بداية الخمسينيات من القرن العشرين، وبخاصة العقود الأخيرة منه. ويقف أمام ظاهرة التحول من إمارات إلى دول، وهي التي تكاد تكون فريدة من نوعها مثلما أن تركيبة دول المنطقة السكانية تكاد تكون فريدة من نوعها أيضًا، وقد عرّج الكتاب عليها في أكثر من موضع. إن ما نطرحه في هذا الكتاب هو ملامح وأمثلة على الحداثة والتحديث في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مرحلة مهمة من تاريخها المعاصر.
لقد شهدت المنطقة حداثة وتحديثًا على الرغم من محاولات الفكر التقليدي المتزمت ومؤسساته التي شكلت معوقًا لبعض مراحل تطور المنطقة. والجدلية التي يحاول الكتاب التركيز عليها هي أن ما حدث في المنطقة يعد تحديثًا كان قد سبق الحداثة، على رغم أن المفروض هو العكس، لكن البعض يحاول أن يمزج بين المصطلحين على أنهما واحد، في حين أننا نرى غير ذلك.