سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
توصف نظريتي الكم والنسبية عادة، كأعظم نظريتين في القرن العشرين، حيث تحمل كلتا النظريتين بين ثناياها شيئاً من الغموض والإبهام. لكن نظرية الكم تحمل أفكاراً لا يتردد القارئ غير المعتاد عليها بأن يصفها بالشعوذة، كأنسب وصف مناسب لها! إن النجاح العظيم الذي حققته هذه النظرية على المستوى الذري، جعل الآباء المؤسسين لها والمختصين فيها يعيروا اهتماماً بالغاً إلى التبعات الخطيرة، إذا ما أُخذت النظرية بمعناها الحرفي. لقد كان فيزيائيوا ما قبل الكم يرصدون الأنظمة الفيزيائية على أساس أنها موجودة بشكل موضوعي هناك وأنا موجود هنا أقوم برصدها. كان العالم بالنسبة للفيزيائي أو حتى للإنسان العادي موجود بشكل موضوعي مستقل سواء كان هناك من يرصده أو لا.
لكن نظرية الكم لها وجهة نظر أخرى بهذا الشأن؛ إن الراصد الذي يقوم بعميلة الرصد في المستوى الذري، يخلق ثم يرى ما خَلق! هذا ما تقوله لنا نظرية الكم. إن الطبيعة في أعمق أعماقها غير محددة سلفاً، بل تنتظر راصداً ما ليقوم بعميلة الرصد ويحدد وضعاً معيناً للواقع! وهناك من الفيزيائيين من يذهب أبعد من ذلك ويرى بأن الواقع لا وجود له بدون المشاهد الواعي!