ارتبط تاريخ إيران في كثير من أحداثه ببريطانيا، إذ امتدت جذور العلاقات البريطانية الإيرانية إلى القرن السابع عشر، وبمرور الوقت تمكنت بريطانيا من توطيد مكانتها في إيران من خلال عدد من الامتيازات، وكان أكثرها أهميةً الامتياز النفطي الذي شكّل عاملًا مهمًّا في سعي بريطانيا الحثيث إلى تعزيز علاقاتها بإيران بهدف المحافظة عليه.

ازدادت أهمية إيران بالنسبة لبريطانيا وحلفائها في الخمسينيات، واتضح ذلك في محاولة بريطانيا ربط إيران بالأحلاف الغربية، وهو ما تجسد في دخول إيران حلف بغداد، فأصبحت أحد ركائز الحلف الأساسية، وما أعقبه من تطور في علاقات البلدين تمثل في التعاون بينهما في شتى المجالات.

يحاول هذا الكتاب إلقاء الضوء على العلاقات البريطانية الإيرانية التي تضرب بجذورها في التاريخ منذ توقيع إيران معاهدة تحالف دفاعي مع بريطانيا عام 1814، وظهور إيران بوصفها دولة تثير القلق للإدارة البريطانية في المنطقة، كما يهدف الكتاب إلى معرفة حقيقة موقف بريطانيا من الثورة الإسلامية الإيرانية، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في رسم أهم ملامح العلاقات الثنائية بين الجانبين، وطبيعة التوجهات البريطانية تجاه الثورة الإيرانية وحكومتها خاصةً والخليج العربي عامة.