انطلقت السهام في الفترة الأخيرة مستهدفة التراث ورموزه بشكل عنيف، وكان على رأس تلك الرموز، رجل ملأ الدنيا وشغل الناس حتى يوم الناس هذا، ومن عجائب هذا الرجل أنه لم يقرأ له أحد إلا ولم يستطع الفكاك من تأثيره، حتى إن الفكر الاستشراقي مع ممانعته الشديدة لقبول الآخر إلا أن الدارسين لشيخ الإسلام ذابوا فيه على كُره، وتلك حقيقة تلحظها من بين السطور رغم محاولة تعكير الماء بإلقاء بعض الحجارة فيه.
ولما اشتدت الهجمة في الفترة الأخيرة على فكر الشيخ، حتى خصصت برامج كاملة بإمكانيات ضخمة لتشويهه الصد عنه.
فكان لزاما غيرة على الشريعة وذاك التراث الشريف، أن تتكاتف الجهود للذب وتجلية وجه الحقيقة.
وقد بدأنا في مشروع علمي كبير للكتابة حول هذا الموضوع، فكان الاقتراح أن نبحث قبل ذلك عن عمل علمي أكاديمي ذا شأن حول الشيخ، فكان هذا العمل الذي بين أيديكم، والذي يبين عالمية وتأثير ونفوذ ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله.
فتناول قضايا منهجية وقضايا حول علم الكلام والفلسفة والإصلاح وبعض مؤلفات الشيخين.
والكلام حول مشروع ابن تيمية الضخم في نقد المنطق والفلسفة.
وجهود الشيخين في مسائل السياسة، وتأثيرهما في الحداثة وما بعدها، وتأثر الفكر الغربي بكتابات الشيخين لاسيما في نقد الفلسفة ومقارنة الأديان.