سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.

آراء القراء
القارئ Abdulwahab Abuzaid 
هذه ليست قراءتي الأولى لشعر السياب، فقد قرأته من قبل في دواوين متفرقة أبرزها وأهمها بلا شك (أنشودة المطر)، وعبر مجموعة أعماله الكاملة التي طبعتها دار العودة في طبعاتها الشهيرة لأعمال أهم الشعراء العرب المعاصرين. حين قرأت عن صدور الأعمال الشعرية الكاملة للسياب بطبعة جديدة بتحقيق علي محمود خضير وبتقديم أدونيس، انتابني شعور مختلط من البهجة والشك معًا: البهجة لأن من تصدى لهذه الطبعة "المحققة" هو من أخرج لنا، إعدادًا وتقديمًا، الأعمال الكاملة للشاعر الراحل بسام حجار. أما الشك، فبإمكانية إضافة شيء جدي هذه ليست قراءتي الأولى لشعر السياب، فقد قرأته من قبل في دواوين متفرقة أبرزها وأهمها بلا شك (أنشودة المطر)، وعبر مجموعة أعماله الكاملة التي طبعتها دار العودة في طبعاتها الشهيرة لأعمال أهم الشعراء العرب المعاصرين. حين قرأت عن صدور الأعمال الشعرية الكاملة للسياب بطبعة جديدة بتحقيق علي محمود خضير وبتقديم أدونيس، انتابني شعور مختلط من البهجة والشك معًا: البهجة لأن من تصدى لهذه الطبعة "المحققة" هو من أخرج لنا، إعدادًا وتقديمًا، الأعمال الكاملة للشاعر الراحل بسام حجار. أما الشك، فبإمكانية إضافة شيء جديد لم يكتشف بعد من أعمال الشاعر الكبير المجهولة. الأمر الأول الذي لا بد من الإشارة إليه والإشادة به هو أن المحقق قد بذل جهدًا كبيرًا في تعقب القصائد في نسخها المطبوعة الأولى وفي الطبعات المختلفة من الدواوين التي آثر السياب أن يدمج بعضها ببعض وأن يتخلى عن عدد كبير من قصائد بعضها، كما أن المحقق بذل جهدًا كبيرًا في المقارنة بينها أو الإشارة إلى أماكن التعديل والحذف والإضافة فيها، وهي مهمة شاقة بلا شك.إن كان هناك من مأخذ لي على عمل المحقق فهو بشكل أساس أنه أباح لنفسه نشر قصائد الشاعر في نسخها الأولى كما نشرها السياب في الصحف والمجلات المختلفة، وليس كما نشرها بصيغها المعدلة في الدواوين والكتب التي نشرها لاحقًا، وكان الأولى أن يبقيها المحقق كما هي وكما ارتضى لها الشاعر أن تظهر، مع الإشارة في الهامش إلى مواضع الحذف والتعديل.أمر آخر مزعج جدًا بالنسبة لي تمثل في كثرة الأخطاء الطباعية والكتابية وعدم الدقة في التشكيل بما يخل بالتركيب النحوي للجمل والإيقاع الموسيقي للعبارات، وهناك أمثلة أكثر من أن تحصى على ذلك، والقارئ المدقق سيعثر عليها بسهولة، وهذا الأمر كان بالإمكان تجنبه وتحاشيه بقدر أكبر وأكثر دقة من المراجعة بالطبع.رجوعًا إلى شعر السياب نفسه، لا بد من الإشارة إلى أمر مهم في تجربة إعادة القراءة هذه بالنسبة لي، وهي أن بدايات السياب وبواكيره لم تكن تشي أبدًا بالتحول الهائل الذي مر به بعد أن تجاوز مرحلة الشعر الرومانسي المغرق في التأوهات والحسرات وملاحقة أطياف الجميلات اللاتي أذهبن لبه وكسرن قلبه، كما تجلى ذلك في دواوينه الأولى أزهار ذابلة وأساطير أو أزهار وأساطير بعد ذلك. ثمة نقلة نوعية فريدة من نوعها على كافة المستويات تجلت في ديوانه الأهم أنشودة المطر الذي كرسه كأحد أهم رواد الشعر الحديث إن لم يكن أهمهم على الإطلاق بالفعل. وهنا سأعترف شخصيًا أنني وجدت مشقة كبيرة في قراءة أعماله الأولى لإغراقها في الرومانسية الفجة على عكس أنشودة المطر، والمعبد الغريق، ومنزل الأقنان، وشناشيل ابنة الجلبي وإقبال.ولا شك أن السياب ليس بدعًا في هذا الأمر فهناك كثير من الشعراء الذين مروا بنقلات فنية كبيرة في مسيرتهم الشعرية ممن لم تكن بواكيرهم تشي بما آل إليه شعرهم من تحول جذري وبالغ الأهمية، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر أمل دنقل ومحمود درويش ومحمد الثبيتي.من جانب آخر، فإن ما نشر بعد رحيل السياب الفاجع وعبوره السريع على هذا الكوكب لا يعكس حقيقة تجربته الشعرية في أطوار نضجها، فأغلبه يعود إلى بداياته التي آثر هو في حياته أن يتجاهلها وينساها، ولست ألوم القارئ إن وجد صعوبة في ضبط ذائقته القرائية لتتكيف مرة أخرى مع الفيض الرومانسي المفرط المتمثل في قصائد البدايات تلك، التي لست أدري إن كان في نبشها من أدراجها المعتمة ونشرها خدمة له أم جناية على شعره الذي خلد اسمه بين شعراء العربية إلى الأبد.

هذه ليست قراءتي الأولى لشعر السياب، فقد قرأته من قبل في دواوين متفرقة أبرزها وأهمها بلا شك (أنشودة المطر)، وعبر مجموعة أعماله الكاملة التي طبعتها دار العودة في طبعاتها الشهيرة لأعمال أهم الشعراء العرب المعاصرين. حين قرأت عن صدور الأعمال الشعرية الكاملة للسياب بطبعة جديدة بتحقيق علي محمود خضير وبتقديم أدونيس، انتابني شعور مختلط من البهجة والشك معًا: البهجة لأن من تصدى لهذه الطبعة "المحققة" هو من أخرج لنا، إعدادًا وتقديمًا، الأعمال الكاملة للشاعر الراحل بسام حجار. أما الشك، فبإمكانية إضافة شيء جدي هذه ليست قراءتي الأولى لشعر السياب، فقد قرأته من قبل في دواوين متفرقة أبرزها وأهمها بلا شك (أنشودة المطر)، وعبر مجموعة أعماله الكاملة التي طبعتها دار العودة في طبعاتها الشهيرة لأعمال أهم الشعراء العرب المعاصرين. حين قرأت عن صدور الأعمال الشعرية الكاملة للسياب بطبعة جديدة بتحقيق علي محمود خضير وبتقديم أدونيس، انتابني شعور مختلط من البهجة والشك معًا: البهجة لأن من تصدى لهذه الطبعة "المحققة" هو من أخرج لنا، إعدادًا وتقديمًا، الأعمال الكاملة للشاعر الراحل بسام حجار. أما الشك، فبإمكانية إضافة شيء جديد لم يكتشف بعد من أعمال الشاعر الكبير المجهولة. الأمر الأول الذي لا بد من الإشارة إليه والإشادة به هو أن المحقق قد بذل جهدًا كبيرًا في تعقب القصائد في نسخها المطبوعة الأولى وفي الطبعات المختلفة من الدواوين التي آثر السياب أن يدمج بعضها ببعض وأن يتخلى عن عدد كبير من قصائد بعضها، كما أن المحقق بذل جهدًا كبيرًا في المقارنة بينها أو الإشارة إلى أماكن التعديل والحذف والإضافة فيها، وهي مهمة شاقة بلا شك.إن كان هناك من مأخذ لي على عمل المحقق فهو بشكل أساس أنه أباح لنفسه نشر قصائد الشاعر في نسخها الأولى كما نشرها السياب في الصحف والمجلات المختلفة، وليس كما نشرها بصيغها المعدلة في الدواوين والكتب التي نشرها لاحقًا، وكان الأولى أن يبقيها المحقق كما هي وكما ارتضى لها الشاعر أن تظهر، مع الإشارة في الهامش إلى مواضع الحذف والتعديل.أمر آخر مزعج جدًا بالنسبة لي تمثل في كثرة الأخطاء الطباعية والكتابية وعدم الدقة في التشكيل بما يخل بالتركيب النحوي للجمل والإيقاع الموسيقي للعبارات، وهناك أمثلة أكثر من أن تحصى على ذلك، والقارئ المدقق سيعثر عليها بسهولة، وهذا الأمر كان بالإمكان تجنبه وتحاشيه بقدر أكبر وأكثر دقة من المراجعة بالطبع.رجوعًا إلى شعر السياب نفسه، لا بد من الإشارة إلى أمر مهم في تجربة إعادة القراءة هذه بالنسبة لي، وهي أن بدايات السياب وبواكيره لم تكن تشي أبدًا بالتحول الهائل الذي مر به بعد أن تجاوز مرحلة الشعر الرومانسي المغرق في التأوهات والحسرات وملاحقة أطياف الجميلات اللاتي أذهبن لبه وكسرن قلبه، كما تجلى ذلك في دواوينه الأولى أزهار ذابلة وأساطير أو أزهار وأساطير بعد ذلك. ثمة نقلة نوعية فريدة من نوعها على كافة المستويات تجلت في ديوانه الأهم أنشودة المطر الذي كرسه كأحد أهم رواد الشعر الحديث إن لم يكن أهمهم على الإطلاق بالفعل. وهنا سأعترف شخصيًا أنني وجدت مشقة كبيرة في قراءة أعماله الأولى لإغراقها في الرومانسية الفجة على عكس أنشودة المطر، والمعبد الغريق، ومنزل الأقنان، وشناشيل ابنة الجلبي وإقبال.ولا شك أن السياب ليس بدعًا في هذا الأمر فهناك كثير من الشعراء الذين مروا بنقلات فنية كبيرة في مسيرتهم الشعرية ممن لم تكن بواكيرهم تشي بما آل إليه شعرهم من تحول جذري وبالغ الأهمية، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر أمل دنقل ومحمود درويش ومحمد الثبيتي.من جانب آخر، فإن ما نشر بعد رحيل السياب الفاجع وعبوره السريع على هذا الكوكب لا يعكس حقيقة تجربته الشعرية في أطوار نضجها، فأغلبه يعود إلى بداياته التي آثر هو في حياته أن يتجاهلها وينساها، ولست ألوم القارئ إن وجد صعوبة في ضبط ذائقته القرائية لتتكيف مرة أخرى مع الفيض الرومانسي المفرط المتمثل في قصائد البدايات تلك، التي لست أدري إن كان في نبشها من أدراجها المعتمة ونشرها خدمة له أم جناية على شعره الذي خلد اسمه بين شعراء العربية إلى الأبد.
translation missing: ar.general.search.loading