هذا الكتاب
            تكمن أهمية هذه الدراسة أنها تتناول مظهراً من مظاهر الإعجاز القرآني للفظة (الإيتاء) ومشتقاتها في سياقات مختلفة وفق المنهج الموضوعي المصطلحي في التفسير، ولم يسبق للباحثين أن تناولوها بالبحث والدراسة إلا ماندر، وقد نسبتُ إليهم أقوالهم في ثنايا هذه الدراسة.
            وقد اعتمدتُ في دراستي هذه على المنهج الاستقرائي لحصر الآيات التي تتحدث عن (الإيتاء) في القرآن الكريم، إضافة إلى جمع المادة العلمية من أمهات كتب التفسير واللغة ذات العلاقة، ثمَّ حللتُ الآيات التي وردت فيها لفظة (الإيتاء) ومشتقاتها محاولًا تفسيرها وبيان معانيها ومدلولاتها، وفق المنهج التحليلي، ثم استنبطتُ ما يسر الله لي من فوائد بعد تحليل المضمون، وأما الخطوات الإجرائية لمنهج الدراسة المصطلحية الموضوعية فقد تعرضتُ له في ثنايا البحث، وقد اعتمده الباحثون لهذا النوع من الدراسات، فلا نعيده في المقدمة.
            وأرجو أن تكون هذه الدراسة رافدًا للدراسات المصطلحية الموضوعية، تضيف لبنة معرفية يبرز من خلالها وجه من وجوه الإعجاز القرآني للمفردة القرآنية، كما أرجو أن تسهم في كشف النقاب عن معاني لفظة (الإيتاء) ودلالاتها، لتحصيل المقاصد التابعة لها، كما أشكر أساتذتي الذين قدّموا لي يد العون لإتمام هذا البحث، ليستوي على سوقه، منهم أستاذي الفاضل الدكتور أحمد نوفل حفظه الله تعالى، ولا شك أن عمل البشر يعتريه النقص والخطأ والنسيان، فأسأله سبحانه أن يسدد الخُطى، ويغفر الزلل، إنه ولي مسؤول.