انكب المؤلف على كلام العز رحمه الله، وما كان له من مكانة بين القوم، فحاول أن يزن كلامه وكلام الطائفة كلها بميزان الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة، فحلل وخطأ وصوب دون هيبة إلا هيبة الحق أن يجانبه، فتكلم عن التصوف عموما ومصطلحاته وإثمار أحواله عند العز والتفاضل بين أحوال العز بن عبد السلام، وتوسع في مناقشة قضية الحلول والاتحاد وموقف العز منه فأجاد وأفاد، وفصل في الكلام عن الأقطاب والأوتاد والأبدال والنجباء موقف العز من ذاك.
واضطره ذلك إلى تحقبق مخطوط فريد للعز بعنوان: رسالة في القطب والابدال والأربعين وغيرهم وقاعدة في الوساطة، فأضاقت لعلمه بعدا مهما وعمقا.
ثم ختم رسالته بالكلام حول خوارق العادات بين التصوف وعلم الكلام.
فجاءت الرسالة كما وصفها شيخ العربية والفلسفة د. حسن الشافعي: "ذا كفاءة ومقدرة".