نشر هذا البيان الشهير بـ ""بيان مفجر الجامعات والطائرات "" في الصحف الأمريكية، كان السبيل الوحيد لإيقاف سلسلة من عمليات تفجيرية استهدفت شركات البريد والنقل الجوي والجامعات في الولايات المتحدة، والتي استمرت لقرابة الستة عشر عامًا وراح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، وما كان العقل المدبر والمنفذ لهذه التفجيرات سوى تيد كازينسكي كاتب هذا البيان.
وهنا تواجهنا جدلية شائكة مفادها: هل من اللائق ترجمة ونشر أفكار وصلتنا عن طريق عمليات أدت إلى مقتل عدد من الأبرياء؟
إننا وإذ نرفض بالطبع ونستنكر أي نوع من أنواع العنف الموجه للأبرياء، غير أننا نؤمن بأن الحل الأسلم للتعامل مع أي فكرة هو مواجهتها وليس الهروب منها وطمسها.
ويبقى همنا الأكبر أن نحاول أن، نفهم ما الذي رآه تيد كازينسكي في هذا النظام الذي أطلق عليه "" المجتمع الصناعي"" فشكل لديه ردة الفعل المتطرفة هذه؟ وهل من الممكن أن تكون أفكاره سليمة لو نزعنا عنها الطابع الإجرامي الذي ربطها به كازينسكي؟ أي هل لو قرأنا هذه الأفكار بتجرد سنتفق معها أم نرفضها؟
والعديد من التساؤلات والمعضلات تواجهنا أثناء تنقلنا بين صفحات هذا الكتاب. هذا الكتاب مساحة للحوار وتداول الأفكار وطرح البديهيات للشك والتساؤل.