الحمد لله الذي جعل العلم «أربح المكاسب والمتاجر، وأشرف المعالي والمفاخر، وأكرم المحامد والمآثر وأحمد الموارد والمصادر؛ فشرفت بإثباته الأقلام والمحابر، وتزينت بسماعه المحاريب والمنابر، وتحلت برقومه الأوراق والدفاتر، وتقدم بشرفه الأصاغر على الأكابر».
            وبعد:
            فإن الفقه هو العلم الذي جمع بين المعقول والمنقول، فحاز الشرف على سائر العلوم، وقد اهتم علماؤنا بوضع مختصرات ومؤلفات منها ما هو جامع لمسائله وأبوابه كلها، ومنها ما هو مختص ببعض الأبواب دون بعض ومن ذلك مختصر ابن عاشر فهو نظم في العبادات أراده مؤلفه أن يكون للمبتدئين وقد منّ الله علي بقراءته وإقرائه، ورأيت أن أضع له شرحا يجمع بين فك العبارة والدراسة الإجمالية للمعنى مع تشجيرات وتدريبات توسع مدرك الطالب وتعمق الفهم لديه والله أسأل أن يكون هذا العمل خاصا له وأن يرزقه القبول والنشر حتى يستفيد منه الكبير والصغير.