تعد الورقات في أصول الفقه لضياء الدين أبي المعالي إمام الحرمين الجويني (ت478هـ) أشهر المقدمات الأصولية إطلاقا، وما زالت موضع عناية العلماء منذ ألف سنة تقريبا، وقد وضعوا عليها عددا كبيرا من الشروح، ومن أشهر تلك الشروح وأحسنها شرح العلامة جلال الدين المحلي (ت864هـ)، الذي نال نصيبه من عناية الطلبة والشيوخ قراءة ومدارسة وتحقيقا وتحشية، ومن تلك الجهود المباركة ما قام به أستاذ مادة التربية الإسلامية في ثانويات مدينة حماة الطيبة في عصرها العلمي الزاهر الشيخ خضر محمد اللجمي حيث وضع تعليقات نفيسة على الورقات للإمام الجويني وعلى شرحها للإمام المحلي، استقى كثيرا منها من حاشيتي العبادي والدمياطي، وزاد عليهما في مواضع، مع التهذيب التام والاختصار الحسن لتلك التعليقات، وأسماها: "الثمرات على الورقات"، فوافق الاسم المسمى، ومما زان العمل وزاده بهجة ووضاءة مراجعة وتقديم العالمين الكريمين الشيخ العلامة علي العثمان مدرس علم أصول الفقه في دار العلوم الشرعية في حماة، والمربي القدير الشيخ عبد الله توفيق الصباغ، حيث قوَّما العمل وقدما له بما يليق به وبمؤلفه، فاجتمع في هذا العمل المحاسن الثلاث: المقدمة المباركة لإمام الحرمين، والشرح القيم للإمام المحلي، والتعليقات الحموية النفيسة، وقد ظهرت أولى طبعات الكتاب سنة (1971م)، ويسرنا في مركز الراسخون أن نعيد طباعة هذا الكتاب بتلك التعليقات؛ وفاء وعرفانا لعلماء حماة العاملين، وأبطالها المجاهدين، وتمتاز هذه الطبعة بوضع متن الورقات مفردا في أول الكتاب، فصارت الطبعة صالحة لمن أراد أن يقرأ الورقات وحدها ابتداء، ثم ينتقل إلى شرحها بعد ذلك.