سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
نريد أن نتحدث في هذا الموقف عن موضوع يهمُّ كل كويتي أن يستمع إليه، فإن فيه خلاصة ماجرى لنا ولوطننا في فترة محددة تشمل بعض سنوات أربعينيات القرن العشرين، وبعض سنوات خمسينيات القرن ذاته. وقد اخترنا هذه الفترة لأنها احتوت على تغيرات كثيرة في المجتمع الكويتي، وفي الأنظمة الحكومية بصفة عامة، وليست كتابة تاريخ الكويت تخص - فقط - الحديث عن الأمور السياسية، بل إن الأمور الاجتماعية، والأعمال التي يؤديها المواطنون في كافة أشكالها، إنما هي جزء من تاريخ الكويت، فالكويتي الذي يسعى في تجارته، أو يسعى في دراسته، أو يسعى في عمل الخير؛ كيف كان ذلك؛ فإنه يكتب أسطراً مضيئة في تاريخ الكويت، کا سوف يتبين لنا فيما يلي:
مرت بنا – في الكويت - ظروف متقلبة ومتنوعة، ولا يزال بعضها يمر بنا حاملا معه بقایا مما شهدناه من قبل عندما أتتنا التغيرات إبتداء من سنة 1950م، وما قبلها بقليل أو بعدها بقليل، وقد وجدت أنه ينبغي أن نحتفظ بذكر هذه الظروف في وعينا، وأن يعلم أبناؤنا بها، لأن ما حدث صار جزءا من تطور تاریخ بلادنا، وإذا غضضنا الطرف عنه؛ فإننا سوف نفقد حلقة مهمة من التاريخ الذي عشناه، ثم انطبع على حياتنا فيما بعد.
کتبت موضوع هذا الكتاب الذي أضعه الآن بين يدي القارئ بصفته مقالا ليس إلا، ولكنه أبى أن يكون على هيئة كتاب، فما أن بدأت في جمع المعلومات، وتصنيفها وكتابة البدايات منها، حتى وجدت الأمر واسعا جداً، وأنه يحتاج إلى تفصيل كثير، بحيث لا ينبغي أن يحصر كل ما يقال فيه ضمن مقال. وقد عزمت على أن أعطي الموضوع حقه، وأن اتسعَ فيه ما وسعني الاتساع، وفق طبيعة ما أكتب.