سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
ظل القارئ للرواية واقفا على أعتاب حكاية ذاتية، بطلها اسمه (ظافر محمود)، ويطول وقوفه من دون أن ينجح سارد الحكاية في الانتقال إلى مستوى السرد الروائي الفني، المتوقع منه، وينتظره القارئ، ليحلّقا معا في فضاء التخييل الروائي.
خيّب محمد حسن العمري الأمل في نفسه روائيا، في تجربته الروائية الثانية، الصادرة في عمّان، العام الحالي، عن دار (الآن ناشرون وموزعون)، بإخفاقه في نقل الحكاية من مستواها الذاتي البسيط، إلى مستوى الخطاب السردي الفني. فظل المتلقّي عاجزا عن التفاعل شعوريا مع أحداث الرواية.
ألقت الرواية حمولتها السردية كيفما اتفق، ولم تخضع أحداثها لمعالجة فنية ترتقي بها إلى مستوى الخطاب السردي القابل للتحليل، برغم قابلية مادتها الخام للتحول من الخاص إلى العام، وتوليد المعنى على وجوه كثيرة وكثيفة.
تسرد الرواية حكاية بطلها من الطفولة إلى الكهولة. ويمتاز هذا النوع من الحكايات الأوديبية بإمكانياته الهائلة على بناء الأمثولة أو الأسطورة الشخصية، وقد برع فيه كتاب أمريكا اللاتينية ومنهم، غابرييل غارسيا ماركيز في رواية (مئة عام من العزلة)، وإيزابيل إليندي في رواية (بيت الأرواح)، فالسارد في هذا النوع من الروايات يمتلك ميزة القبض المحكم على حياة شخصيته ورسم تفاصيلها على نحو يقرّبها من جوهر التركيب الإنساني المعقّد.