إن الصحابة لهم منزلة عالية عند المسلمين عامة، كيف لا؟! وهم من نقلوا الدين وحافظوا عليه ونقلوا كل ما تعلموه من الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن عَمِلوا به وأصبح نبراساً لحياتهم، فلله دُرّهم، كانوا أصحاباً أوفياء، فسيرتهم نور وهدى، وذكر أخبارهم شرفٌ وأمانة، فهم سادة هذه الأمة، وأعلام التقوى فيها والورع والدين. ومن هؤلاء الصحابة، الصحابي الجليل ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، والذي لُقّب بالطيّار، فسيرته تنفح بالأعطار، ومن نفحات عطر سيرته موقف استشهاده، والذي بذل في سبيل الحصول عليه في سبيل الله الغالي والنفيس، حتى
إن الصحابة لهم منزلة عالية عند المسلمين عامة، كيف لا؟! وهم من نقلوا الدين وحافظوا عليه ونقلوا كل ما تعلموه من الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن عَمِلوا به وأصبح نبراساً لحياتهم، فلله دُرّهم، كانوا أصحاباً أوفياء، فسيرتهم نور وهدى، وذكر أخبارهم شرفٌ وأمانة، فهم سادة هذه الأمة، وأعلام التقوى فيها والورع والدين. ومن هؤلاء الصحابة، الصحابي الجليل ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، والذي لُقّب بالطيّار، فسيرته تنفح بالأعطار، ومن نفحات عطر سيرته موقف استشهاده، والذي بذل في سبيل الحصول عليه في سبيل الله الغالي والنفيس، حتى وإن قُطّع جسده وإن توالت الجراحُ والطعناتُ فيه. والحديث في هذا البحث سيتناول تحقيقاً ودراسة لمخطوط في مناقب هذا الصحابي الجليل، وهذا المخطوط هو للحافظ ضياء الدين المقدسي محمد بن عبد الواحد. ولا شك أنّ هذا هونهج الكثير من السلف والمحدّثين والفقهاء في الكتابة والتأليف في المناقب والأجزاء الحديثية والفقهية. ومن خلال بحثي وجدت أنّ من تكلّم في سيرة جعفر رضي الله عنه ومناقبه في مؤلف منفصل من أهل السنة قليل إن لم يكن يندر، وأيضاً ومن خلال بحثي وجدت أن هذا المخطوط لم يُخدم بالشكل المطلوب، وهذا سببٌ قوي جعلني أتجه لتحقيقه.