الغاية من تأليف هذا الكتاب هو التعريف بهذا الوادي العريق الواقع في قلب سراة الحجاز، بين الحرمين الشريفين ذو التاريخ والحضارة، الذي امتاز بوفرة مياهه وعيونه وكثرة نخيله، وكان في ذلك الوقت سلة غذاءٍ لأهله ولكل من قصده من المدن والقرى المجاورة، والقبائل في الحجاز ونجد الذين حضروا صيفه وقت جداد التمر وأكلوا من خيراته، وشربوا من عيونه العذبة.. ولكي أعرّف القارئ الكريم أيضاً بتاريخ أودية وديار قبيلة مخلّف، وشيء من عاداتها وتقاليدها وقوانينها وأعرافها وتراثها وموروثها الشعبي؛ وذلك من خلال دراسة النصوص التاريخية والوثائق الأهلية التي حصلت عليها، أو من المعلومات التي دونتها من كبار السن عن الحياة الاجتماعية والمواقع الجغرافية، خاصة أن هذا الوادي المبارك - وادي خضرة - لم يجد من يكتب عن تاريخه ويدونه في كتاب خاص كغيره من الأودية والديار في منطقة الحجاز، ولزاماً عليّ فيما رأيت أن أبين تاريخ هذه الأرض والحضارة التي عاشها أجدادنا في ذلك الوادي للأجيال القادمة لتتعرف من خلاله على تاريخ الأجداد وحياتهم في تلك الأزمنة والعصور .