سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
أما بعد، فإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ص، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. أما بعد:
فإن فضل الله علي كبير، ونعمه لا تحصى ومن نعمه ومننه سبحانه أن يسـر لي إعداد هذا الكتاب «أعلام الحنابلة من أهل البيت»، والعنوان وفحواه كان بدلالة أخي الفاضل المجد النابه (عبد الكريم خالد الحربي) الذي ما فتئ يشجعني ويحثني على مواصلة البحث والإعداد لهذا الكتاب.
ولا أخفيك سراً أيها القارئ الكريم أن هذا البحث قد لقي هوى في نـفـسي لعدة أسباب:
أولاً : اهتمامي الخاص بكتب السير والتراجم وبخاصة تراجم السادة الحنابلة.
ثانياً : إكمال السلسلة العطرة لأسلافنا في نشر تراث أهل البيت والصحابة([1]).
ثالثاً : إن لقرابة الرسول ص محبة وإجلالاً في قلب كل مسلم، خاصة إذا تجملت هذه القرابة بالتقوى والعلم وحسن العمل، وهي كما قال سيدنا أبو بكر الصديق @لقرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي»([2]).
رابعاً: إبراز الإسهامات العلمية لأهل البيت في تاريخنا الإسلامي ولا يخفي على القارئ اللبيب أن الإسهام العلمي هو أهم إسهام يذكر في تاريخ الحضارات والشعوب، فبالعلم ترتقي الأمم، ولقد كان لأهل البيت نصيب وافر من هذا الإسهام العلمي ولله الحمد.
خامساً: إعطاء دافع للمعاصرين للمزيد من الاهتمام بتراث أهل البيت.
سادساً: تبيان أن أهل البيت لم يكونوا طائفة منزوية عن الأمة، بل لهم إسهاماتهم الواضحة في تاريخ الأمة في مختلف المجالات، وكتابنا هذا من الأدلة على إسهامهم العلمي وسيأتي نماذج من ذلك في ثنايا هذه المقدمة.
لتلك الأسباب وغيــرها كان الحرص على إعداد هذا الكتاب، وهو خاص برجال مذهب الإمام أحمد لأنه كان من أشد الناس تمسكاً بآثار سيد أهل البيت، بل سيد العالمين ص، وكل من تتلمذ على يد هذا الإمام أو انتسب لمذهبـــه سواء كان مـــن الأشـــراف أو غيرهم يرى هـذا واقعا ملموساً في تراث الإمام أحمـــد ومروياتـه /، لذلك نقول: إن كان الانتساب لأهل البيت شرفا فالانتساب للعلم وأهل العلم ومنهم الحنابلة شرف يعلو كل شرف، ومن طريف ما يروى في هذا الباب عن الخليفة المتوكل وهو عباسي من آل البيت @أنه كان ذات يوم جالساً وولدان له يلعبان بين يديه فضرب أحدهما الآخر فقال: خذها مني، وأنا الغلام الهاشمــي العباسي ثم إنهما لعبا فضربه الآخر، ثم قال: خذها مني، وأنا الغلام الحنبلي فسـر بذلك المتوكل وأقطعه»([3]).