سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
الإعلام قديم قدَم المجتمع، ويمثّل الإعلام عنصرًا مؤثرًا في حياة المجتمعات، ويسهم بفاعلية في عملية تشكيل الوعي الاجتماعي للأفراد إلى جانب الأسرة والمؤسسات التعليمية والمؤسسات المدنية، عن طريقه يتم التفاعل والتأثير الإنساني المتبادل، وفي السنوات الأخيرة اكتسبت وسائل الإعلام باختلافها أبعادًا جديدة زادت من قوة تأثيرها على الأفراد والجماعات، وحظي موضوع وسائل الإعلام باهتمام العديد من المفكرين والأكاديميين والباحثين لما له من دور في إثارة اهتمام بالقضايا والمشكلات المجتمعية المطروحة.
ولعل ما يؤكد أهمية تناول دور الإعلام في معالجة قضايا المجتمع المختلفة، هو أن وسائل الإعلام أصبحت سلاحًا ذا حدّين؛ فهي أولاً قوة إيجابية داخل المجتمع تعمل على تماسكه وتدعيم بنائه، كما تعبّر عن قضاياه وتكشف عن ألوان الفساد والمحاباة والانحراف، وتساهم في دفع عجلة التنمية فيه. وهي ثانيًا قوة سلبية إذا لم يحسن استخدامها، وذلك أنها قد تعمل على تخريب المجتمع، وتفتيته، وتحطيم معنوياته، وتشويه شخصيته الوطنية. وبالتالي، تأثير وسائل الإعلام متعدد الأوجه والمجالات، على المعرفة والسلوك والاتجاهات والمواقف، وينعكس هذا التأثير على العلاقة الثنائية بين وسائل الإعلام والمجتمع.
وتنقسم موضوعات هذا الكتاب إلى ثلاثة عشر فصلاً؛
(وظائف الإعلام وتأثيراته، وسائل الإعلام والرأي العام في المجتمع الحديث، التضليل الإعلامي وتزييف الوعي الجماهيري، الإعلام ومعالجة قضايا الفئات المجتمعية، الإعلام ومعالجة قضايا البيئة، الإعلام والتنمية المستدامة في المجتمع: محددات الدور وفاعلية التأثير، الإعلام ونشر الوعي الصحي في المجتمع، الإعلام والشائعات: جدلية العلاقة وسبل المكافحة، الإعلام والمصالحة الوطنية في المجتمع، الإعلام وقضايا التطرف الفكري والإرهاب، الإعلام كأداة لتنفيذ السياسة الخارجية للدولة، الإعلام والصورة النمطية للعرب والمسلمين، وسائل الإعلام وتأثيرها على الأمن القومي للدول.
ونأمل أن يكون هذا الكتاب إضافة للمكتبة الأكاديمية العربية ويقدّم إفادة للطلاب والباحثين والمهتمين بالشأن الإعلامي الكويتي والعربي؛ كونه يتناول بين دفّتيه مجموعة من القضايا ذات الأهمية المجتمعية وتتعدد فيها تأثيرات الإعلام وأدواره.