سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
مثلت الشروح ظاهرة كبيرة في التراث العربي منذ أن ابتدأ الفكر العربي؛ حيث لازمت النصوص العربية الأولى القرآن الكريم والحديث النبوي والشعر العربي القديم. وإذا كانت في ظاهرها تبيين الكتابة المشروحة، وإيضاح ما غمض منها، فإنها في الحقيقة مثلت نوعًا من التأليف الذي يمكن المؤلفين من الإسهام في علوم النصوص الأصلية، بل تجاوزت ذلك إلى أن أصبحت تأليفًا مستقلًا، يلتزم فيه مؤلفوه بعناصر معينة تمثل عناصر الشرح، وتتناول أكثر العلوم المعروفة في ذلك العصر، ثم اتخذت بنية معينة في تناول الشعر وبيان معناه، وفي الغوص إلى المعنى ومعنى المعنى أيضًا، يبتدئ أحيانًا بما يسمى بحل النظم وتحليل هذا الحل، والتحاور مع الآراء السابقة، ثم ينبسط القول فيه إلى علوم شتى.وفي الشرح يتمكن الشارح من الإعراض عن بعض المسائل، وتناول أخرى، وتجهيل بعض المعاني أو الآراء حول النصوص وطرح أخرى قد يكون لها خلفيات اجتماعية وسياسية؛ ما يجعل الشرح خطابًا معرفيًا كاملًا.