تحكي مسرحية «الظلام الحارق» عن شباب عميان يعتقدون أنهم يعيشون حياة سعيدة وعادية، فهم يتنقلون داخل المركز التربوي الذي تجري فيه أحداث هذه المسرحية بشكل مريح ودونما حاجة إلى عصا، ويدرسون ويمرحون ويستمتعون بأوقاتهم دونما إشكال. المركز التربوي يديره السيد بابلو، إنه أعمى أيضا. وذات يوم يلتحق بالمركز الطالب إغناسيو، أعمى كذلك، محمولا بهمه وشوقه الحارق إلى الإبصار وإلى النور، تمضي الأيام فيبدأ الطلبة العميان يتأثرون بفكر إغناسيو الوافد الجديد، المتمثل في وجوب الاعتقاد بأنهم عميان وليسوا مكفوفين كما يحبون وصف أنفسهم تلطيفا لكلمة عميان، بكونهم تعساء وليسوا سعداء كما يحاولون إيهام أنفسهم، وهذا الأمر لم يعجب البتة السيد بابلو، كما لم يعجب أيضا كارلوس، الطالب النجيب والمحبوب لدى السيد المدير، والذي ازداد كرهه لإغناسيو عندما أحس بأن الطلبة أصبحوا يميلون إلى أفكار إغناسيو، وأن محبوبته خوانا أيضا أصبحت في عداد الموالين له، بل بدأت تتخلى عن حب كارلوس وتميل إلى إغناسيو. هنا تبدأ مرحلة الصراع بين وجهتي نظر، قد تحمل كل منهما جانبا من الحقيقة، لكنهما متضادتان ومتصادمتان، الأولى يجسدها كارلوس، الذي يريد الحفاظ على هدوء المركز وإدامة جو الهناء والسعادة على الطلبة، والأخرى يجسدها إغناسيو، الناقد للوضع الرتيب الذي يعيشونه بالمركز، والحالم بوضع أفضل من الزيف والعمى وعدم قبول الواقع والحقيقة الذي يعانيه الآخرون، الصراع يحتدم بين الموقفين وتتمخض عنه في الأخير جريمة قتل. فهل بقتل الضد ينتهي الصراع؟ أم أن بالقتل يزول جسد المقتول وتبقى روحه وفكره؟