سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
لا ريب أن أهم منجز للنظام المعرفي الإسلامي، هو التفاعل بين مجالات المعرفة المختلفة، ودمج العلوم بعضها ببعض، فكل منها يُؤثر في الآخر، حيث يستند كل مجال معرفي على آخر ويؤدي إلى آخر، وأقصد بالدمج هنا؛ اختلاط العلوم بلا تنافر ولا تعسف وتبادل الفرضيات واستعارة الأدوات، فلم يكن ثمة مسافات فاصلة بين العلوم بالمعنى المعاصر، وهو ما أدى إلى تكوين علماء ومفكرين على دراية واسعة بمعارف مختلفة.
هذا الكتاب يُركز على قضية علاقات العلوم الشرعية والاجتماعية، ويحاول تبيين خصائص علوم الشريعة بالمعنى الاجتماعي ابتداءً، من حيث ارتباط قوة العلم بالشرع، واللغة وما تحمله من مضامين قيمية، والواقعية المعرفية على حساب التنظير، وتكامل العلوم مع الآداب الإنسانية، وكيف تحول الدرس العلمي في الحضارة الإسلامية إلى ثقافة عامة بعد أن امتاز بالوضوح وعدم التعقيد، وخصائص أخرى.
كما يُركز على إشكاليات العصرانية في العلوم الاجتماعية في العالم العربي والإسلامي، من حيث الهُوية والوظيفة، مستعرضًا نماذج لدراسة بعض العلوم مثل القانون والأنثروبولوجيا، ويستعرض فرص أسلمة العلوم من خلال سؤال هل ثمة فجوة بين العلوم الشرعية والاجتماعية؟، ويتناول العلاقة بين العلوم الشرعية والعلوم البحتة، وضرورة توطين الذاتية الإسلامية، ومساراتها، وأهمية المفاهيم كونها مستودع الدلالات، ومركزيات الشريعة وعلاقاتها، ثم نقد فكرة المنهج من خلال ظاهرة حاكمية المعيار الغربي، والإجابة عن سؤال هل يمكن أن تكون الفطرة مصدرًا للمعرفة؟! وكيف يمكن توظيف التزكية معرفيًّا؟!