من الانفعالات النفسية التي لا تفارق الإنسان، إما أن يعيشها وإما أن يسعى إلى أن يعيشها: الفــــرح، وهي من الأهمية بمكان؛ حيث إن الفرح لا يوجد إلا بمتغيرات مؤثرة، وهذه المتغيرات تختلف من شخص لآخر. وقد اخترت هذا الموضوع؛ لأني رأيت الناس جميعا يسعون إلى تحقيق السعادة والفرح والسرور، ويفرون من الهم والحزن والتعاسة. ولأن الحياة ستكون أكثر ملاءمة وهدوءاً وسعادة إذا أعطى الإنسان للأشياء التي يفرح بوجودها ويحزن على فقدها حجمَها المناسبَ؛ فإن كثيرا مما يظن بعض الناس أن الفرح يتحقق بالحصول عليه؛ يعيش بدونه أناس آخرون وهم سعداء. كما أن التوازن في هذا الموضوع يُكسب المجتمع آثاراً إيجابية يولدها الفرح المحمود، ويخلصه من الآثار السلبية التي يفرزها الفرح المذموم. وتكمن أهمية الموضوع من حيث إنه يدرس ظاهرة نفسية من خلال الآيات التي تناولت هذه الظاهرة، ويستند إليها استناداً كليًّا؛ لأنها كلام الحق سبحانه وتعالى خالق هذه النفوس، ودراسة هذا الموضوع -من خلال الآيات القرآنية- سيساعد في تجاوز الكثير من العوائق والصعوبات التي تواجهها الدراسات النفسية والاجتماعية. فاقتصرت الدراسة على استقراء الآيات القرآنية التي تتحدث عن الفرح والكلمات المرادفة أو المكافئة له، وما يفسرها من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن كتب التفسير، وكتب علم النفس.