يندرج هذا البحث تحت علوم الشرع وعلوم عدة، كعلوم الآداب والاجتماع والهندسة والرياضيات والفلسفة، بمقتضى اعتبار العلم ومقام الفكر وسياق الحال. فاندراجه تحت علوم الشرع، يراد به مباحث معرفية تنتمي إلى هذه العلوم، كعلم التفسير والحديث، فيما يتعلق بنصوص بعض أنواع الفنون، كالغناء والموسيقى والرقص، وكعلم الأصول والمقاصد، فيما يتعلق بالاستدلال والاجتهاد والتعليل المصلحي والنظر المقاصدي لهذه الفنون بمختلف أنواعها، وكعلم الفقه، فيما يتعلق بأحكام الفنون وأدلتها الشرعية الجزئية وفتاواها وأقوال الفقهاء فيها. أما اندراجه تحت علوم الآداب والاجتماع والفلسفة وغيرها، فبمقتضى ما يعتمد عليه العلماء في ذلك، وما يستندون إليه من الاعتبارات العلمية في الموضوع العلمي ومنهجه وسياقه ومشتملاته ومتعلقاته، كاعتبار الشعر والنثر نوعين من أنواع الفنون، وهما ينتميان إلى علم الآداب واللغة، واعتبار الخط والرسم والزخرفة والنحت معارف هندسية ومعمارية وتراثية، واعتبار التمثيل والموسيقى والمسرح معارف سينمائية ودرامية، وضربا من المعارف الثقافية والفنية... وتكمن أهمية البحث في وصله للفنون بمقاصد الشريعة الإسلامية، باعتبارها جزءا من حقيقة الإسلام في نصوصه وأصوله وقيمه الإنسانية والحضارية والكونية. وهذا الوصل يكون بمعنى تقرير المشترك والتداخل والتوافق بينهما؛ بما يخدم غايات كلٍ منهما، وما يجعل الواحد مرتبطا بالآخر على مستوى الوسائل والمآلات والمنطلقات، وعلى صعيد النظر والعمل والاستنباط والاستدعاء لبناء الفنون بالمقاصد، وخدمة المقاصد بالفنون.