مرعوبةً فتحت عينيها وصرخت. تفاجأت أنَّ صرخاتها التي هربت منها تلقائيًا، تقطّعت ولم تتعدَّ حلقها. احتاجت لحظةً أو لحظتين لتعي أنَّ الإسنفجة المحشورة في فمها والخرقة التي طوّقت جانب وجهها السفليّ قد شربتا صرخاتها وذهولها منها.
رأت فتيات كثيرات. تراصصن بعضهن فوق بعض بإهمال على الأرض. كنّ جميعهن مقيّدات. أفواههن مسدودةٌ بإسفنج وخرق حائلة مثلها. بعضهن كنّ غائبات عن الوعي. وكان الشابّ يمرُّ عليهن واحدةً واحدة؛ يحصيهن ويفحصهن ويزيلُ عن المتبقيات الغطاء المثقوب بفتحاتٍ صغيرة للتنفّس. في تلك اللحظات فقط، أيقنت أنهن مخطوفات.