"كانت تتبع رائحةَ الماضي، لستُ أدري من أين عرفتْ دربَ الدّمية! في إحدى الزوايا المُوشِكة على السّقوط، نادتني. هرعتُ خائفة. أخبرَتْني أنّ ذاك الحجرَ الكبير، يجثم على صدر لعبتها. حاولتُ رفعه، عجزتُ، خِفتُ من الزّلل. عاودَت البكاءَ تطلب منّي بَذل المزيد من الجهد. حاولتُ فتمكّنتُ أخيراً من انتشالها. ناولتُها لها، فضمّتْها بشغفٍ طفوليّ، لا يخلو من أمومة مُبكّرة! مسحَت السّخام عن وجهها، حاولتْ أن تسرّح لها شَعرَها بيدَيْها. رفعَتْها بمُوازاة وجهها، كأمٍّ تتأمّلُ وليدَها الجديد، قالت مُشرِقةَ الأسارير: «ما زالت كما هي، لم تتغيّر!»."