لفضيلة الأستاذ الشيخ «محمد الطنطاوي» براعة في علم، وفضل في أدب، وافتتان جميل فيما يخرج للناس من كتب، وهاهو ذا «بغية النجباء» برهان صدق على ما أحدث به، فقد حوى معارف صرفية جليلة، وجمع مُثُلا وشواهد أدبية جميلة، وخرج لشُداة العربية حافلا بالعلم، زاخرا بالفضل، في أسلوب يدل على طول الباع، وقوة الروح العلمية، والاتصال الوثيق بالفن، والهضم لمعارفه هضما نفى الزائف الغث، واستبقى الجيد الصالح. وإذا كانت المعاني العامة مطروحة في الطريق -كما يقولون- فإن المعاني العلمية الخاصة مطروحة في بطون الكتب تحت عيون الناظرين، ولكن الفضل لحسن التخيّر وجمال الأداء وروعة التأليف، وذلك ما ظفر به الأستاذ في مؤلفه الذي أنجزه في يسير الزمن، وهو يستنفد من غيره أمثال ذلك الزمن لو استطاع لمثله سبيلا. وإذا أوجزت في الإشارة بفضل المؤلف، فإني أطوي معاني كثيرة لعلي أسجلها في فرصة أخرى، وما أتحدث رجما بالغيب، فإن صداقته خمسة عشر عاما على أوثق ما تكون الصداقة كفيلة بعرفاني مميزات الصديق، وتؤكد خبرتي به، ﴿ولا ينبئك مثل خبير﴾، وتحياتي وإعجابي وتقديري للأخ الكريم.